تفسیر ابن عربى(تأویلات عبد الرزاق) سوره الحجر
سوره الحجر
[۱- ۲۰]
[سوره الحجر (۱۵): الآیات ۱ الى ۲۰]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ
الر تِلْکَ آیاتُ الْکِتابِ وَ قُرْآنٍ مُبِینٍ (۱) رُبَما یَوَدُّ الَّذِینَ کَفَرُوا لَوْ کانُوا مُسْلِمِینَ (۲) ذَرْهُمْ یَأْکُلُوا وَ یَتَمَتَّعُوا وَ یُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ (۳) وَ ما أَهْلَکْنا مِنْ قَرْیَهٍ إِلاَّ وَ لَها کِتابٌ مَعْلُومٌ (۴)
ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّهٍ أَجَلَها وَ ما یَسْتَأْخِرُونَ (۵) وَ قالُوا یا أَیُّهَا الَّذِی نُزِّلَ عَلَیْهِ الذِّکْرُ إِنَّکَ لَمَجْنُونٌ (۶) لَوْ ما تَأْتِینا بِالْمَلائِکَهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ (۷) ما نُنَزِّلُ الْمَلائِکَهَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَ ما کانُوا إِذاً مُنْظَرِینَ (۸) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (۹)
وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ فِی شِیَعِ الْأَوَّلِینَ (۱۰) وَ ما یَأْتِیهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ کانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ (۱۱) کَذلِکَ نَسْلُکُهُ فِی قُلُوبِ الْمُجْرِمِینَ (۱۲) لا یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ قَدْ خَلَتْ سُنَّهُ الْأَوَّلِینَ (۱۳) وَ لَوْ فَتَحْنا عَلَیْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِیهِ یَعْرُجُونَ (۱۴)
لَقالُوا إِنَّما سُکِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (۱۵) وَ لَقَدْ جَعَلْنا فِی السَّماءِ بُرُوجاً وَ زَیَّنَّاها لِلنَّاظِرِینَ (۱۶) وَ حَفِظْناها مِنْ کُلِّ شَیْطانٍ رَجِیمٍ (۱۷) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِینٌ (۱۸) وَ الْأَرْضَ مَدَدْناها وَ أَلْقَیْنا فِیها رَواسِیَ وَ أَنْبَتْنا فِیها مِنْ کُلِّ شَیْءٍ مَوْزُونٍ (۱۹)
وَ جَعَلْنا لَکُمْ فِیها مَعایِشَ وَ مَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِینَ (۲۰)
وَ قُرْآنٍ مُبِینٍ أی: جامع لکل شیء، مظهر له وَ لَقَدْ جَعَلْنا فی سماء العقل بُرُوجاً مقامات و مراتب من العقل الهیولانی و العقل بالملکه و العقل بالفعل و العقل المستفاد وَ زَیَّنَّاها بالعلوم و المعارف لِلنَّاظِرِینَ المتفکرین فیه وَ حَفِظْناها مِنْ کُلِّ شَیْطانٍ رَجِیمٍ من الأوهام الباطله إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فاختطف الحکم العقلیّ باستراق السمع لقربه من أفق العقل فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِینٌ أی: برهان واضح فنطرده و نبطل حکمه.
و أرض النفس مَدَدْناها بسطناها بالنور القلبی وَ أَلْقَیْنا فِیها رَواسِیَ الفضائل وَ أَنْبَتْنا فِیها مِنْ کُلِّ شَیْءٍ من الکمالات الخلقیه و الأفعال الإرادیه و الملکات الفاضله و المدرکات الحسیّه مَوْزُونٍ معین مقدّر بقدر عقلی عدلی غیر مائل إلى طرفی الإفراط و التفریط لکل قوه بحسبها وَ جَعَلْنا لَکُمْ فِیها مَعایِشَ بالتدابیر الجزئیه و الأعمال البدنیه وَ مَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِینَ ممن ینسب إلیکم و یتعلق بکم، أو جعلنا فی سماء القلب بروجا مقامات کالصبر و الشکر و التوکل و الرضا و المعرفه و المحبه، و زیناها بالمعارف و الحکم و الحقائق و حفظناها من کل شیطان رجیم من الأوهام و التخیلات إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِینٌ (۱۸)[۱] أی: إشراق نوری من طوالع أنوار الهدایه.
[۲۱]
[سوره الحجر (۱۵): آیه ۲۱]
وَ إِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (۲۱)
وَ إِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ أی: ما من شیء فی الوجود إلا له عندنا خزانه فی عالم القضاء أولا بارتسام صورته فی أمّ الکتاب الذی هو العقل الکلیّ على الوجه الکلیّ، ثم خزانه أخرى فی عالم النفس الکلیّه و هو اللوح المحفوظ بارتسام صورته فیه متعلقا بأسبابه، ثم خزانه أخرى بل خزائن فی النفوس الجزئیه السماویه المعبّر عنها بسماء الدنیا و لوح القدر بارتسام صورته فیها جزئیه مقدّره بمقدارها و شکلها و وضعها وَ ما نُنَزِّلُهُ فی عالم الشهاده إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ من شکل و قدر و وضع و وقت و محل معینه و استعداد مختص به فی ذلک الوقت.
[۲۲]
[سوره الحجر (۱۵): آیه ۲۲]
وَ أَرْسَلْنَا الرِّیاحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَیْناکُمُوهُ وَ ما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِینَ (۲۲)
وَ أَرْسَلْنَا ریاح النفحات الإلهیه لَواقِحَ بالحکم و المعارف، مصفیّه للقلوب، معدّه للاستعدادات لقبول التجلیات فَأَنْزَلْنا من سماء الروح ماء من العلوم الحقیقیه فَأَسْقَیْناکُمُوهُ و أحییناکم به وَ ما أَنْتُمْ لذلک العلم بِخازِنِینَ لخلوکم عنها.
[۲۳]
[سوره الحجر (۱۵): آیه ۲۳]
وَ إِنَّا لَنَحْنُ نُحْیِی وَ نُمِیتُ وَ نَحْنُ الْوارِثُونَ (۲۳)
وَ إِنَّا لَنَحْنُ نُحْیِی بالحیاه الحقیقیه بماء الحیاه العلمیه و القیام فی مقام الفطره وَ نُمِیتُ بالإفناء فی الوحده وَ نَحْنُ الْوارِثُونَ للوجود، الباقون بعد فنائکم.
[۲۴- ۲۵]
[سوره الحجر (۱۵): الآیات ۲۴ الى ۲۵]
وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِینَ مِنْکُمْ وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِینَ (۲۴) وَ إِنَّ رَبَّکَ هُوَ یَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَکِیمٌ عَلِیمٌ (۲۵)
وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِینَ مِنْکُمْ أی: المستبصرین، المشتاقین من المحبین الطالبین للتقدّم وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِینَ المنجذبین إلى عالم الحس و معدن الرجس باستیلاء صفات النفس و محبه البدن و لذاته، الطالبین للتأخر عن عالم القدس وَ إِنَّ رَبَّکَ هُوَ یَحْشُرُهُمْ مع من یتولونه و یجمعهم إلى من یحبونه و ینزعون إلیه إِنَّهُ حَکِیمٌ یدبّر أمرهم فی الحشر على وفق الحکمه بحسب المناسبه عَلِیمٌ بکل ما فیهم من خفایا المیل و الانجذاب و المحبه و ما تقتضیه هیئاتهم و صفاتهم فسیجزیهم وصفهم.
[۲۶- ۴۳]
[سوره الحجر (۱۵): الآیات ۲۶ الى ۴۳]
وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (۲۶) وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ (۲۷) وَ إِذْ قالَ رَبُّکَ لِلْمَلائِکَهِ إِنِّی خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (۲۸) فَإِذا سَوَّیْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی فَقَعُوا لَهُ ساجِدِینَ (۲۹) فَسَجَدَ الْمَلائِکَهُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (۳۰)
إِلاَّ إِبْلِیسَ أَبى أَنْ یَکُونَ مَعَ السَّاجِدِینَ (۳۱) قالَ یا إِبْلِیسُ ما لَکَ أَلاَّ تَکُونَ مَعَ السَّاجِدِینَ (۳۲) قالَ لَمْ أَکُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (۳۳) قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّکَ رَجِیمٌ (۳۴) وَ إِنَّ عَلَیْکَ اللَّعْنَهَ إِلى یَوْمِ الدِّینِ (۳۵)
قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِی إِلى یَوْمِ یُبْعَثُونَ (۳۶) قالَ فَإِنَّکَ مِنَ الْمُنْظَرِینَ (۳۷) إِلى یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (۳۸) قالَ رَبِّ بِما أَغْوَیْتَنِی لَأُزَیِّنَنَّ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِیَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ (۳۹) إِلاَّ عِبادَکَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِینَ (۴۰)
قالَ هذا صِراطٌ عَلَیَّ مُسْتَقِیمٌ (۴۱) إِنَّ عِبادِی لَیْسَ لَکَ عَلَیْهِمْ سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَکَ مِنَ الْغاوِینَ (۴۲) وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِینَ (۴۳)
وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ أی: من العناصر الأربعه الممتزجه إذ الحمأ هو الطین المتغیر و المسنون ما صبّ علیه الماء حتى خلص عن الأجزاء الصلبه الخشنه الغیر المعتدله المنافیه لقبول الصوره التی یراد تصویرها منه.
و الصلصال ما تخلخل منه بالهواء و تجفّف بالحراره وَ الْجَانَ أی: أصل الجنّ و هو جوهر الروح الحیوانی الذی تولّد منه قوى الوهم و التخیل و غیرهما خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ أی: من الحراره الغریزیه و من بخاریه الأخلاط و لطافتها المستحیله بها، و إنما قال من قبل لتقدّم تأثیر الحراره فی الترکیب بالتمزیج و التعدیل و إثاره ذلک البخار على صور الأعضاء بل القوى الفعاله المؤثره متقدّمه على الترکیب فی الأصل و قد مرّ معنى انقیاد الملائکه له و عدم انقیاد إبلیس.
فَاخْرُجْ من جنّه عالم القدس التی ترتقی إلى أفقه فَإِنَّکَ مرجوم، مطرود منها لکونک غیر مجرّد عن الماده وَ إِنَّ عَلَیْکَ لعنه البعد فی الرتبه إِلى یَوْمِ القیامه الصغرى و تجرّد النفس عن البدن بقطع علاقتها أو الکبرى بالفناء فی التوحید لَأُزَیِّنَنَّ لَهُمْ الشهوات و اللذات فی الجهه السفلیه وَ لَأُغْوِیَنَّهُمْ أَجْمَعِینَإِلَّا عِبادَکَ أی: المخصوصین بک، الذین أخلصتهم من شوائب صفات النفس و طهّرتهم من دنس تعلق الطبیعه، و جرّدتهم بالتوجه إلیک من بقایا صفاتهم و ذواتهم، أو الذین أخلصوا أعمالهم لک من غیر حظ لغیرک فیها هذا صِراطٌ عَلَیَ حق نهجه و مراعاته مُسْتَقِیمٌ لا اعوجاج فیه، و هو أن لا سلطان لک على عبادی المخلصین إلّا الذین یناسبونک فی الغوایه و البعد عن صراطی فیتبعونک.
[۴۴]
[سوره الحجر (۱۵): آیه ۴۴]
لَها سَبْعَهُ أَبْوابٍ لِکُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (۴۴)
لَها سَبْعَهُ أَبْوابٍ هی الحواس الخمس و الشهوه و الغضب لِکُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ عضو خاص به، أو بعض من الخلق یختصون بالدخول منه لغلبه قوّه ذلک الباب علیهم.
[۴۵- ۴۶]
[سوره الحجر (۱۵): الآیات ۴۵ الى ۴۶]
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ (۴۵) ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِینَ (۴۶)
إِنَّ الْمُتَّقِینَ الذین تزکّوا عن الغواشی الطبیعیه و تجرّدوا عن الصفات البشریه فِی جَنَّاتٍ من روضات عالم القدس وَ عُیُونٍ من ماء حیاه العلم مقولا لهم ادْخُلُوها بسلامه من الهیئات الجسدانیه و أمراض القلوب المانعه عن الوصول إلى ذلک المقام آمِنِینَ من آفات عالم التضادّ و عوارض الکون و الفساد، و تغیرات أحوال الأزمنه و الموادّ.
[۴۷]
[سوره الحجر (۱۵): آیه ۴۷]
وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ (۴۷)
وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ أی: حقد راسخ و کل هیئه متصاعده من النفس إلى وجه القلب الذی یلیها بفیض النور و استیلاء قوه الروح و تأیید القدس، و هم الذین غلبت أنوارهم على ظلماتهم من أهل العلم و الیقین فاضمحلت و زالت عنهم الهیئات النفسانیه الغاسقه و آثار العداوه اللازمه لهبوط النفس و المیل إلى عالم التضادّ، و أشرقت فیهم قوّه المحبه الفطریه بتعاکس أشعه القدس و أنوار التوحید و الیقین من بعضهم إلى بعض، فصاروا إخوانا بحکم العقد الإیمانیّ و التناسب الروحانی. عَلى سُرُرٍ مراتب عالیه مُتَقابِلِینَ لتساوی درجاتهم و تقارب مراتبهم و کونهم غیر محتجبین.
[۴۸- ۸۶]
[سوره الحجر (۱۵): الآیات ۴۸ الى ۸۶]
لا یَمَسُّهُمْ فِیها نَصَبٌ وَ ما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِینَ (۴۸) نَبِّئْ عِبادِی أَنِّی أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (۴۹) وَ أَنَّ عَذابِی هُوَ الْعَذابُ الْأَلِیمُ (۵۰) وَ نَبِّئْهُمْ عَنْ ضَیْفِ إِبْراهِیمَ (۵۱) إِذْ دَخَلُوا عَلَیْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْکُمْ وَجِلُونَ (۵۲)
قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُکَ بِغُلامٍ عَلِیمٍ (۵۳) قالَ أَ بَشَّرْتُمُونِی عَلى أَنْ مَسَّنِیَ الْکِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (۵۴) قالُوا بَشَّرْناکَ بِالْحَقِّ فَلا تَکُنْ مِنَ الْقانِطِینَ (۵۵) قالَ وَ مَنْ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَهِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ (۵۶) قالَ فَما خَطْبُکُمْ أَیُّهَا الْمُرْسَلُونَ (۵۷)
قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِینَ (۵۸) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِینَ (۵۹) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِینَ (۶۰) فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (۶۱) قالَ إِنَّکُمْ قَوْمٌ مُنْکَرُونَ (۶۲)
قالُوا بَلْ جِئْناکَ بِما کانُوا فِیهِ یَمْتَرُونَ (۶۳) وَ أَتَیْناکَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّا لَصادِقُونَ (۶۴) فَأَسْرِ بِأَهْلِکَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّیْلِ وَ اتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَ لا یَلْتَفِتْ مِنْکُمْ أَحَدٌ وَ امْضُوا حَیْثُ تُؤْمَرُونَ (۶۵) وَ قَضَیْنا إِلَیْهِ ذلِکَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِینَ (۶۶) وَ جاءَ أَهْلُ الْمَدِینَهِ یَسْتَبْشِرُونَ (۶۷)
قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَیْفِی فَلا تَفْضَحُونِ (۶۸) وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ لا تُخْزُونِ (۶۹) قالُوا أَ وَ لَمْ نَنْهَکَ عَنِ الْعالَمِینَ (۷۰) قالَ هؤُلاءِ بَناتِی إِنْ کُنْتُمْ فاعِلِینَ (۷۱) لَعَمْرُکَ إِنَّهُمْ لَفِی سَکْرَتِهِمْ یَعْمَهُونَ (۷۲)
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّیْحَهُ مُشْرِقِینَ (۷۳) فَجَعَلْنا عالِیَها سافِلَها وَ أَمْطَرْنا عَلَیْهِمْ حِجارَهً مِنْ سِجِّیلٍ (۷۴) إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ (۷۵) وَ إِنَّها لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ (۷۶) إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَهً لِلْمُؤْمِنِینَ (۷۷)
وَ إِنْ کانَ أَصْحابُ الْأَیْکَهِ لَظالِمِینَ (۷۸) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَ إِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِینٍ (۷۹) وَ لَقَدْ کَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِینَ (۸۰) وَ آتَیْناهُمْ آیاتِنا فَکانُوا عَنْها مُعْرِضِینَ (۸۱) وَ کانُوا یَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُیُوتاً آمِنِینَ (۸۲)
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّیْحَهُ مُصْبِحِینَ (۸۳) فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما کانُوا یَکْسِبُونَ (۸۴) وَ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَ إِنَّ السَّاعَهَ لَآتِیَهٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِیلَ (۸۵) إِنَّ رَبَّکَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِیمُ (۸۶)
لا یَمَسُّهُمْ فِیها نَصَبٌ لامتناع أسباب المنافاه و التضادّ هناک وَ ما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِینَ لسرمدیه مقامهم و تنزّهه عن الزمان و تغیراته. و أما کیفیه نزول الملائکه على النبیین و تجسد الأرواح العالیه للمتجرّدین المنسلخین عن الهیئات البدنیه المتقدّسین، فقد مرّت الإشاره إلیها فی سوره (هود).
[۸۷- ۹۷]
[سوره الحجر (۱۵): الآیات ۸۷ الى ۹۷]
وَ لَقَدْ آتَیْناکَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِی وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ (۸۷) لا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْکَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَ لا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ وَ اخْفِضْ جَناحَکَ لِلْمُؤْمِنِینَ (۸۸) وَ قُلْ إِنِّی أَنَا النَّذِیرُ الْمُبِینُ (۸۹) کَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِینَ (۹۰) الَّذِینَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِینَ (۹۱)
فَوَ رَبِّکَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ (۹۲) عَمَّا کانُوا یَعْمَلُونَ (۹۳) فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِکِینَ (۹۴) إِنَّا کَفَیْناکَ الْمُسْتَهْزِئِینَ (۹۵) الَّذِینَ یَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ (۹۶)
وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّکَ یَضِیقُ صَدْرُکَ بِما یَقُولُونَ (۹۷)
وَ لَقَدْ آتَیْناکَ سَبْعاً أی: الصفات السبع التی ثبتت للّه تعالى و هی: الحیاه و العلم و القدره و الإراده و السمع و البصر و التکلّم مِنَ الْمَثانِی التی کرّر و ثنى ثبوتها لک أولا فی مقام وجود القلب عند تخلقک بأخلاقه، و اتصافک بأوصافه، فکانت لک. و ثانیا: فی مقام البقاء بالوجود الحقانی بعد الفناء فی التوحید وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ أی: الذات الجامعه لجمیع الصفات و إنما کانت لمحمد علیه الصلاه و السلام سبعا، و لموسى تسعا لأنه ما أوتی القرآن العظیم بل کان مقامه التکلیم، أی: مقام کشف الصفات دون کشف الذات، فله هذه السبع مع القلب و الروح.
[۹۸- ۹۹]
[سوره الحجر (۱۵): الآیات ۹۸ الى ۹۹]
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ وَ کُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ (۹۸) وَ اعْبُدْ رَبَّکَ حَتَّى یَأْتِیَکَ الْیَقِینُ (۹۹)
فَسَبِّحْ بالتجرید عن عوارض الصفات المتعلقه بالماده لتکون منزّها للّه تعالى بلسان الحال، حامدا لربّک بالاتصاف بالصفات الکمالیه لتکون حامدا لنعم تجلیات صفاته بأوصافک وَ کُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ بسجود الفناء فی ذاته وَ اعْبُدْ رَبَّکَ بالتسبیح و التحمید و السجود المذکوره حَتَّى یَأْتِیَکَ حق الْیَقِینُ فتنتهی عبادتک بانقضاء وجودک، فیکون هو العابد و المعبود جمیعا لا غیره.
[۱] ( ۱) سوره الحجر، الآیه: ۱۸.