تفسير ابن عربى (تأويلات عبد الرزاق کاشانی)تفسیر ابن عربی سوره الشورى

تفسیر ابن عربى(تأویلات عبد الرزاق) سوره حم عسق سوره الشورى

سوره حم عسق‏

[۱- ۳]

[سوره الشورى (۴۲): الآیات ۱ الى ۳]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ‏

حم (۱) عسق (۲) کَذلِکَ یُوحِی إِلَیْکَ وَ إِلَى الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ (۳)

حم* عسق‏ أی: الحق ظهر بمحمد ظهور علمه بسلامه قلبه، فالحق محمد ظاهرا و باطنا، و العلم سلامه قلبه عن النقص و الآفه أی: کماله و بروزه عن الحجاب إذ تجرّد القلب ظهور العلم‏ کَذلِکَ‏ مثل ذلک الظهور على مظهرک و ظهور علمه على قلبک‏ یُوحِی إِلَیْکَ وَ إِلَى الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکَ‏ من الأنبیاء اللَّهُ‏ الموصوف بجمیع صفاته‏ الْعَزِیزُ المتمنع بسرادقات جلاله و ستور صفاته‏ الْحَکِیمُ‏ الذی یظهر کماله بحسب الاستعدادات و یهدی بالوسائط و المظاهر جمیع العباد على وفق قبول الاستعداد.

 

 

[۴- ۷]

[سوره الشورى (۴۲): الآیات ۴ الى ۷]

لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ (۴) تَکادُ السَّماواتُ یَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَ الْمَلائِکَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِی الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (۵) وَ الَّذِینَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ اللَّهُ حَفِیظٌ عَلَیْهِمْ وَ ما أَنْتَ عَلَیْهِمْ بِوَکِیلٍ (۶) وَ کَذلِکَ أَوْحَیْنا إِلَیْکَ قُرْآناً عَرَبِیًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى‏ وَ مَنْ حَوْلَها وَ تُنْذِرَ یَوْمَ الْجَمْعِ لا رَیْبَ فِیهِ فَرِیقٌ فِی الْجَنَّهِ وَ فَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ (۷)

لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ‏ کلها مظاهر صفاته و صور مملکته و محالّ أفعاله‏ وَ هُوَ الْعَلِیُ‏ عن التقیّد بصورها و التعین بأعیانها الْعَظِیمُ‏ الذی تضاءلت و تصغّرت فی سلطانه و تلاشت و تفانت فی عظمته‏ تَکادُ السَّماواتُ یَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَ‏ لتأثرهنّ من تجلیات عظمته و یتلاشین من علوّ قهره و سلطنته‏ وَ الْمَلائِکَهُ من العقول المجرّده و النفوس المدّبره یُسَبِّحُونَ‏ ذاته بتجرّد ذواتهم حامدین له بکمالات صفاتهم‏ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِی الْأَرْضِ‏ بإفاضه الأنوار على أعیانهم و وجوداتهم بعد استفاضتهم إیاها من الحضره الأحدیه أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ بستر ظلمات ذوات الکل من الملائکه و الناس بنور ذاته‏ الرَّحِیمُ‏ بإفاضه الکمالات بتجلیات صفاته على وجوداتهم لا غیره.

 

 

[۸- ۱۲]

[سوره الشورى (۴۲): الآیات ۸ الى ۱۲]

وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّهً واحِدَهً وَ لکِنْ یُدْخِلُ مَنْ یَشاءُ فِی رَحْمَتِهِ وَ الظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِیٍّ وَ لا نَصِیرٍ (۸) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِیُّ وَ هُوَ یُحْیِ الْمَوْتى‏ وَ هُوَ عَلى‏ کُلِّ شَیْ‏ءٍ قَدِیرٌ (۹) وَ مَا اخْتَلَفْتُمْ فِیهِ مِنْ شَیْ‏ءٍ فَحُکْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذلِکُمُ اللَّهُ رَبِّی عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ (۱۰) فاطِرُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جَعَلَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً وَ مِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً یَذْرَؤُکُمْ فِیهِ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ (۱۱) لَهُ مَقالِیدُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَقْدِرُ إِنَّهُ بِکُلِّ شَیْ‏ءٍ عَلِیمٌ (۱۲)

وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّهً واحِدَهً کلهم على الفطره موحدین بناء على القدره و لکن بنى أمره على الحکمه فجعل بعضهم موحدین عادلین و بعضهم مشرکین ظالمین کما قال:

وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ‏[۱] لتتمیز المراتب و تتحقق السعاده و الشقاوه و تمتلئ الدنیا و الآخره و الجنه و النار و یحصل لکل أهل و یستتب النظام و یحدث الانتظام‏ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ لا ولایه لهم فی الحقیقه إذ لا قدره و لا قوه و لا وجود فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِیُ‏ دون غیره لتولیه کل شی‏ء و سلطانه و حکمه‏ وَ هُوَ المحیی القادر، فکیف تستقیم ولایه غیره‏ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ‏ بفناء الأفعال، فلا أقابل أفعالکم بفعلی‏ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ‏ بفناء صفاتی، فلا أظهر بصفه من صفاتی فی مقابله صفات نفوسکم.

لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ‏ءٌ أی: کل الأشیاء فانیه فیه هالکه، فلا شی‏ء یماثله فی الشیئیه و الوجود وَ هُوَ السَّمِیعُ‏ الذی یسمع به کل من یسمع‏ الْبَصِیرُ الذی یبصر به کل من یبصر جمعا و تفصیلا یفنی الکل بذاته و یبدئهم بصفاته، بیده مفاتیح الأرزاق و خزائن الملک و الملکوت، یبسط و یقدّر بمقتضى علمه على من یشاء من خلقه بحسب مصالحهم فی الغنى و الفقر.

 

 

[۱۳- ۱۴]

[سوره الشورى (۴۲): الآیات ۱۳ الى ۱۴]

شَرَعَ لَکُمْ مِنَ الدِّینِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِی أَوْحَیْنا إِلَیْکَ وَ ما وَصَّیْنا بِهِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسى‏ وَ عِیسى‏ أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِیهِ کَبُرَ عَلَى الْمُشْرِکِینَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ اللَّهُ یَجْتَبِی إِلَیْهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی إِلَیْهِ مَنْ یُنِیبُ (۱۳) وَ ما تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیاً بَیْنَهُمْ وَ لَوْ لا کَلِمَهٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّکَ إِلى‏ أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ وَ إِنَّ الَّذِینَ أُورِثُوا الْکِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِی شَکٍّ مِنْهُ مُرِیبٍ (۱۴)

شَرَعَ لَکُمْ مِنَ الدِّینِ‏ المطلق الذی وصى جمیع الأنبیاء بإقامته و اجتماعهم علیه و عدم تفرّقهم فیه، و هو أصل الدین، أی: التوحید و العدل و علم المعاد المعبّر عنه بالإیمان باللّه و الیوم الآخر دون فروع الشرائع التی اختلفوا فیها بحسب المصالح کأوضاع الطاعات و العبادات و المعاملات، کما قال تعالى: لِکُلٍّ جَعَلْنا مِنْکُمْ شِرْعَهً وَ مِنْهاجاً[۲]، فالدین القیم‏ هو المتعلق بما لا یتغیر من العلوم و الأعمال، و الشریعه هی المتعلقه بما یتغیر من القواعد و الأوضاع‏ کَبُرَ عَلَى الْمُشْرِکِینَ‏ المحجوبین عن الحق بالغیر ما تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ‏ من التوحید لکونهم أهل المقت و مظاهر الغضب و القهر، لیسوا من المحجوبین الذین اجتباهم اللّه بمحض عنایته و مجرد مشیئته و لا من المحبین الذین وفّقهم اللّه للإنابه إلیه بالسلوک و الاجتهاد و السیر فیه بالشوق و الافتقار، فهداهم إلیه بنور وجهه و جمال ذاته، فجذب المحبوبین إلیه قبل السلوک و الریاضه بسابقه الاجتباء، و خصّ المحبین بعد التوفیق بالسلوک فیه و الریاضه بالاصطفاء و طرد المحجوبین عن بابه و أبعدهم عن جنابه بسابقه کلمه القضاء علیهم بالشقاء.

 

 

[۱۵]

[سوره الشورى (۴۲): آیه ۱۵]

فَلِذلِکَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ کَما أُمِرْتَ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ کِتابٍ وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَیْنَکُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَ رَبُّکُمْ لَنا أَعْمالُنا وَ لَکُمْ أَعْمالُکُمْ لا حُجَّهَ بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمُ اللَّهُ یَجْمَعُ بَیْنَنا وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ (۱۵)

فَلِذلِکَ‏ التفرّق فی الدین‏ فَادْعُ‏ إلى التوحید وَ اسْتَقِمْ‏ فی التحقق باللّه و التعبّد حق العبودیه و أنت على التمکین و لا تظهر نفسک بصفه عند إنکارهم و استمالتهم إیاک فی موافقتهم‏ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ‏ المتفرّقه بالتلوین فیضلک عن التوحید.

وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ کِتابٍ‏ أی: اطلعت على کمالات جمیع الأنبیاء و جمعت فی علومهم و مقاماتهم و صفاتهم و أخلاقهم، فکمل توحیدی و صرت حبیبا لکمال محبتی، و رسخت فی نفسی، فتمت عدالتی و هذا معنى قوله: وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَیْنَکُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَ رَبُّکُمْ‏ هو التثبیت فی مقام التوحید و التحقیق‏ لَنا أَعْمالُنا وَ لَکُمْ أَعْمالُکُمْ‏ صوره الاستقامه و التمکین فی العداله لا حُجَّهَ بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمُ‏ کمال المحبه و الصفاء لاقتضاء مقام التوحید النظر إلیهم بالسواء اللَّهُ یَجْمَعُ بَیْنَنا فی القیامه الکبرى و الفناء وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ فی العاقبه للجزاء.

 

 

[۱۶]

[سوره الشورى (۴۲): آیه ۱۶]

وَ الَّذِینَ یُحَاجُّونَ فِی اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِیبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَهٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ عَلَیْهِمْ غَضَبٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ (۱۶)

وَ الَّذِینَ یُحَاجُّونَ فِی اللَّهِ‏ لاحتجابهم بنفوسهم‏ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِیبَ لَهُ‏ بالاستسلام و الانقیاد لدینه و قبول التوحید بسلامه الفطره حُجَّتُهُمْ داحِضَهٌ لکونها ناشئه من عند أنفسهم لا أصل لها عند اللّه‏ وَ عَلَیْهِمْ غَضَبٌ‏ لاستحقاقهم لذلک بظهور غضبهم‏ وَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ لحرمانهم.

 

 

[۱۷- ۱۸]

[سوره الشورى (۴۲): الآیات ۱۷ الى ۱۸]

اللَّهُ الَّذِی أَنْزَلَ الْکِتابَ بِالْحَقِّ وَ الْمِیزانَ وَ ما یُدْرِیکَ لَعَلَّ السَّاعَهَ قَرِیبٌ (۱۷) یَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِها وَ الَّذِینَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَ یَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِینَ یُمارُونَ فِی السَّاعَهِ لَفِی ضَلالٍ بَعِیدٍ (۱۸)

اللَّهُ الَّذِی أَنْزَلَ الْکِتابَ بِالْحَقِ‏ أی: العلم التوحیدی بالمحبه التی اقتضت استحقاقه لذلک فکان حقا له‏ وَ الْمِیزانَ‏ أی: العدل، و إذا حصل العلم و التوحید فی الروح و المحبه فی القلب و العدل فی النفس قرب الفناء فی اللّه و وقوع القیامه الکبرى.

 

 

[۱۹]

[سوره الشورى (۴۲): آیه ۱۹]

اللَّهُ لَطِیفٌ بِعِبادِهِ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ وَ هُوَ الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ (۱۹)

اللَّهُ لَطِیفٌ بِعِبادِهِ‏ یلطف بهم فی تدبیر إیصال کمالاتهم إلیه و تهیئه أسبابه و توفیقهم للأعمال المقرّبه لهم إلیها یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ العلم الوافر بحسب عنایته به فی هیئه استعداده له، وَ هُوَ الْقَوِیُ‏ القاهر الْعَزِیزُ الغالب، یمنع من یشاء بمقتضى عدله و حکمته و لکل أحد نصیب من اللطف و القهر لا یخلو أحد منهما و إنما تتفاوت الأنصباء بحسب الاستعدادات و الأسباب و الأعمال و الأحوال.

 

 

[۲۰- ۲۲]

[سوره الشورى (۴۲): الآیات ۲۰ الى ۲۲]

مَنْ کانَ یُرِیدُ حَرْثَ الْآخِرَهِ نَزِدْ لَهُ فِی حَرْثِهِ وَ مَنْ کانَ یُرِیدُ حَرْثَ الدُّنْیا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِی الْآخِرَهِ مِنْ نَصِیبٍ (۲۰) أَمْ لَهُمْ شُرَکاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّینِ ما لَمْ یَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَ لَوْ لا کَلِمَهُ الْفَصْلِ لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ وَ إِنَّ الظَّالِمِینَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (۲۱) تَرَى الظَّالِمِینَ مُشْفِقِینَ مِمَّا کَسَبُوا وَ هُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِی رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما یَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِکَ هُوَ الْفَضْلُ الْکَبِیرُ (۲۲)

مَنْ کانَ یُرِیدُ حَرْثَ الْآخِرَهِ بقوه إرادته و شدّه طلبه لزیاده نصیب اللطف و توجهه و إقباله إلى الحق لحیازه القرب‏ نَزِدْ لَهُ‏ فی نصیبه، فنصلح حال آخرته و دنیاه لأن الدنیا تحت الآخره و ظلها و مثالها و صورتها تتبعها وَ مَنْ کانَ یُرِیدُ حَرْثَ الدُّنْیا و أقبل بهواه إلى جهه السفل و تعلق همّه بزیاده نصیب القهر و بعد عن الحق‏ نُؤْتِهِ مِنْها ما هو نصیبه و ما قسم له و قدر لا مزید علیه‏ وَ ما لَهُ فِی الْآخِرَهِ مِنْ نَصِیبٍ‏ لإعراضه عنها و عقد همّه بالأدون و وقوفه معه و جعله حجابا للاشراف و إدباره عن النصیب الأوفر، فلا یتهیأ لقبوله و لا یستعد لحصوله إذ الأصل لا یتبع الفرع.

 

 

[۲۳- ۳۶]

[سوره الشورى (۴۲): الآیات ۲۳ الى ۳۶]

ذلِکَ الَّذِی یُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّهَ فِی الْقُرْبى‏ وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَهً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَکُورٌ (۲۳) أَمْ یَقُولُونَ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ کَذِباً فَإِنْ یَشَإِ اللَّهُ یَخْتِمْ عَلى‏ قَلْبِکَ وَ یَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ وَ یُحِقُّ الْحَقَّ بِکَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (۲۴) وَ هُوَ الَّذِی یَقْبَلُ التَّوْبَهَ عَنْ عِبادِهِ وَ یَعْفُوا عَنِ السَّیِّئاتِ وَ یَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (۲۵) وَ یَسْتَجِیبُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ یَزِیدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَ الْکافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ (۲۶) وَ لَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِی الْأَرْضِ وَ لکِنْ یُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما یَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِیرٌ بَصِیرٌ (۲۷)

وَ هُوَ الَّذِی یُنَزِّلُ الْغَیْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَ یَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَ هُوَ الْوَلِیُّ الْحَمِیدُ (۲۸) وَ مِنْ آیاتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَثَّ فِیهِما مِنْ دابَّهٍ وَ هُوَ عَلى‏ جَمْعِهِمْ إِذا یَشاءُ قَدِیرٌ (۲۹) وَ ما أَصابَکُمْ مِنْ مُصِیبَهٍ فَبِما کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَ یَعْفُوا عَنْ کَثِیرٍ (۳۰) وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ فِی الْأَرْضِ وَ ما لَکُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِیٍّ وَ لا نَصِیرٍ (۳۱) وَ مِنْ آیاتِهِ الْجَوارِ فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلامِ (۳۲)

إِنْ یَشَأْ یُسْکِنِ الرِّیحَ فَیَظْلَلْنَ رَواکِدَ عَلى‏ ظَهْرِهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِکُلِّ صَبَّارٍ شَکُورٍ (۳۳) أَوْ یُوبِقْهُنَّ بِما کَسَبُوا وَ یَعْفُ عَنْ کَثِیرٍ (۳۴) وَ یَعْلَمَ الَّذِینَ یُجادِلُونَ فِی آیاتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِیصٍ (۳۵) فَما أُوتِیتُمْ مِنْ شَیْ‏ءٍ فَمَتاعُ الْحَیاهِ الدُّنْیا وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ وَ أَبْقى‏ لِلَّذِینَ آمَنُوا وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ (۳۶)

قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّهَ فِی الْقُرْبى‏ استثناء منقطع و فی القربى متعلق بمقدر أی: الموده الکائنه فی القربى. و معناه: نفی الأجر أصلا لأن ثمره مودّه أهل قرابته عائده إلیهم لکونها سبب نجاتهم، إذ الموده تقتضی المناسبه الروحانیه المستلزمه لاجتماعهم فی الحشر، کما

قال علیه الصلاه و السلام: «المرء یحشر مع من أحبّ»

فلا تصلح أن تکون أجرا له و لا یمکن من تکدّرت روحه و بعدت عنهم مرتبته محبتهم بالحقیقه، و لا یمکن من تنوّرت روحه و عرف اللّه و أحبه من أهل التوحید أن لا یحبهم لکونهم أهل بیت النبوّه و معادن الولایه و الفتوه محبوبین فی العنایه الأولى، مربوبین للمحل الأعلى فلا یحبهم إلا من یحبّ اللّه و رسوله و یحبّه اللّه و رسوله، و لو لم یکونوا محبوبین من اللّه فی البدایه لما أحبّهم رسول اللّه إذ محبته عین محبته تعالى فی صوره التفصیل بعد کونه فی عین الجمع و هم الأربعه المذکورون فی الحدیث الآتی بعد، ألا ترى أن له أولادا آخرین و ذوی قرابات فی مراتبهم کثیرین لم یذکرهم و لم یحرض الأمّه على محبتهم تحریضهم على محبه هؤلاء و خص هؤلاء بالذکر.

روی‏ أنها لما نزلت قیل: یا رسول اللّه! من قرابتک هؤلاء الذین وجبت علینا مودّتهم؟

قال: «علیّ و فاطمه و الحسن و الحسین و أبناؤهما».

 ثم لما کانت القرابه تقتضی المناسبه المزاجیه المقتضیه للجنسیه الروحانیه کان أولادهم السالکون لسبیلهم، التابعون لهدیهم فی حکمهم، و لهذا حرّض على الإحسان إلیهم و محبتهم مطلقا و نهى عن ظلمهم و إیذائهم و وعد على الأول و نهى عن الثانی.

قال النبی صلى اللّه علیه و سلم: «حرّمت الجنه على من ظلم أهل بیتی و آذانی فی عترتی و من اصطنع ضیعه إلى أحد من ولد عبد المطلب و لم یجازه علیها فأنا أجازیه علیها غدا إذا لقینی یوم القیامه».

وقال علیه السلام: «من مات على حبّ آل محمد مات مغفورا له، ألا و من مات على حب آل محمد مات تائبا، ألا و من مات على حب آل محمد مات مؤمنا، ألا و من مات على حب آل محمد مات شهیدا مستکمل الإیمان، ألا و من مات على حب آل محمد بشّره ملک الموت بالجنه ثم منکر و نکیر، ألا و من مات على حب محمد و آل محمد یزف إلى الجنه کما تزف العروس إلى بیت زوجها، ألا و من مات على حب آل محمد فتح له فی قبره بابان إلى الجنه، ألا و من مات على حب آل محمد جعل اللّه قبره مزار ملائکه الرحمه، ألا و من مات على حب آل محمد مات على السنّه و الجماعه، ألا و من مات على بغض آل محمد جاء یوم القیامه مکتوبا بین عینیه: آیس من رحمه اللّه، ألا و من مات على بغض آل محمد مات کافرا، ألا و من مات على بغض آل محمد لم یشمّ رائحه الجنه».

 وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَهً بمحبه آل الرسول‏ نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً بمتابعته لهم فی طریقتهم لأن تلک المحبه لا تکون إلا لصفاء الاستعداد و بقاء الفطره، و ذلک یوجب التوفیق لحسن المتابعه و قبول الهدایه إلى مقام المشاهده، فیصیر صاحبها من أهل الولایه و یحشر معهم فی القیامه إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ بتنویره ظلمه صفات من أحبّ أهله‏ شَکُورٌ لسعی من ناسبهم فیحبهم بتضعیف جزاء حسناته و إفاضه کمالاته بتجلیات صفاته لیوافقهم‏ فَإِنْ یَشَإِ اللَّهُ یَخْتِمْ عَلى‏ قَلْبِکَ‏ أی: لا یفتری على اللّه إلا من هو مختوم القلب مثلهم‏ وَ یَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ‏ کلام مبتدأ، أی: و من عاده اللّه أن یمحو الباطل‏ وَ یُحِقُّ الْحَقَّ بِکَلِماتِهِ‏ و قضائه إن کان افتراء یمحه و یثبت نقیضه و إن کان الافتراء ما یقولون فکذلک‏ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ وَ أَبْقى‏ لکونه أشرف و أدوم‏ لِلَّذِینَ آمَنُوا الإیمان الیقینی و لا یتوکلون إلا على ربّهم بفناء الأفعال أی الذین علمهم الیقین و عملهم التوکل بالانسلاخ عن أفعالهم.

 

 

[۳۷- ۵۰]

[سوره الشورى (۴۲): الآیات ۳۷ الى ۵۰]

وَ الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ وَ إِذا ما غَضِبُوا هُمْ یَغْفِرُونَ (۳۷) وَ الَّذِینَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاهَ وَ أَمْرُهُمْ شُورى‏ بَیْنَهُمْ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ (۳۸) وَ الَّذِینَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْیُ هُمْ یَنْتَصِرُونَ (۳۹) وَ جَزاءُ سَیِّئَهٍ سَیِّئَهٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا یُحِبُّ الظَّالِمِینَ (۴۰) وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِکَ ما عَلَیْهِمْ مِنْ سَبِیلٍ (۴۱)

إِنَّمَا السَّبِیلُ عَلَى الَّذِینَ یَظْلِمُونَ النَّاسَ وَ یَبْغُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ أُولئِکَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (۴۲) وَ لَمَنْ صَبَرَ وَ غَفَرَ إِنَّ ذلِکَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (۴۳) وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِیٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَ تَرَى الظَّالِمِینَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ یَقُولُونَ هَلْ إِلى‏ مَرَدٍّ مِنْ سَبِیلٍ (۴۴) وَ تَراهُمْ یُعْرَضُونَ عَلَیْها خاشِعِینَ مِنَ الذُّلِّ یَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِیٍّ وَ قالَ الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِینَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِیهِمْ یَوْمَ الْقِیامَهِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِینَ فِی عَذابٍ مُقِیمٍ (۴۵) وَ ما کانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِیاءَ یَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِیلٍ (۴۶)

اسْتَجِیبُوا لِرَبِّکُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ما لَکُمْ مِنْ مَلْجَإٍ یَوْمَئِذٍ وَ ما لَکُمْ مِنْ نَکِیرٍ (۴۷) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناکَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً إِنْ عَلَیْکَ إِلاَّ الْبَلاغُ وَ إِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَهً فَرِحَ بِها وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَیِّئَهٌ بِما قَدَّمَتْ أَیْدِیهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ کَفُورٌ (۴۸) لِلَّهِ مُلْکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَخْلُقُ ما یَشاءُ یَهَبُ لِمَنْ یَشاءُ إِناثاً وَ یَهَبُ لِمَنْ یَشاءُ الذُّکُورَ (۴۹) أَوْ یُزَوِّجُهُمْ ذُکْراناً وَ إِناثاً وَ یَجْعَلُ مَنْ یَشاءُ عَقِیماً إِنَّهُ عَلِیمٌ قَدِیرٌ (۵۰)

وَ الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبائِرَ الْإِثْمِ‏ التی هی وجوداتهم و هو أخسّ صفات نفوسهم التی تظهر بأفعالها فی مقام المحو وَ إِذا ما غَضِبُوا فی تلویناتهم‏ هُمْ یَغْفِرُونَ‏ أی: الأخصاء بالمغفره دون غیرهم‏ وَ الَّذِینَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ‏ بلسان الفطره الصافیه إذا دعاهم إلى التوحید بتجلی نور الوحده وَ أَقامُوا صلاه المشاهده و لم یحتجبوا بآرائهم و عقولهم بل‏ أَمْرُهُمْ شُورى‏ بَیْنَهُمْ‏ لعلمهم أن للّه مع کل أحد شأنا و إلیه نظرا و فیه سرّا لیس لغیره ذلک الشأن و النظر و السرّ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ‏ بالتکمیل‏ وَ الَّذِینَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْیُ هُمْ یَنْتَصِرُونَ‏ بالعداله احترازا عن الذلّه و الانظلام لکونهم فی مقام الاستقامه، قائمین بالحق و العدل الذی ظله فی نفوسهم.

 

 

[۵۱- ۵۲]

[سوره الشورى (۴۲): الآیات ۵۱ الى ۵۲]

وَ ما کانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُکَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْیاً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولاً فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ ما یَشاءُ إِنَّهُ عَلِیٌّ حَکِیمٌ (۵۱) وَ کَذلِکَ أَوْحَیْنا إِلَیْکَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما کُنْتَ تَدْرِی مَا الْکِتابُ وَ لا الْإِیمانُ وَ لکِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَ إِنَّکَ لَتَهْدِی إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (۵۲)

وَ ما کانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُکَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً أی: إلا بثلاثه أوجه، إما بوصوله إلى مقام الوحده و الفناء فیه ثم التحقق بوجوده فی مقام البقاء فیوحی إلیه بلا واسطه کما قال اللّه تعالى:

ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (۸) فَکانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنى‏ (۹) فَأَوْحى‏ إِلى‏ عَبْدِهِ ما أَوْحى‏ (۱۰)[۳]. أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ‏ بکونه فی حجاب القلب و مقام تجلیات الصفات فیکلمه على سبیل المناجاه و المکالمه و المکاشفه و المحادثه دون الرؤیه لاحتجابه بحجاب الصفات کما کان حال موسى علیه السلام‏ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا من الملائکه فیوحی إلیه على سبیل الإلقاء و النفث فی الروع و الإلهام أو الهتاف أو المنام کما

قال علیه السلام: «إنّ روح القدس نفث فی روعی أن نفسا لن تموت حتى تستکمل رزقها»

، إِنَّهُ عَلِیٌ‏ أن یواجه و یخاطب، بل یفنى و یتلاشى من یواجهه لعلوه من أن یبقى معه غیره و یحتمل شی‏ء حضوره‏ حَکِیمٌ‏ یدبّر بالحکمه وجوه التکلیم لیظهر علمه فی تفاصیل المظاهر و یکمل به عباده و یهتدوا إلیه و یعرفوه.

و مثل ذلک الإیحاء على الطرق الثلاثه: أَوْحَیْنا إِلَیْکَ رُوحاً تحیا به القلوب المیته مِنْ‏ عالم‏ أَمْرِنا المنزّه عن الزمان المقدّس عن المکان‏ ما کُنْتَ تَدْرِی مَا الْکِتابُ‏ أی العقل الفرقانی الذی هو کمالک الخاص بک‏ وَ لَا الْإِیمانُ‏ أی: الخفی الذی حصل لک عند البقاء بعد الفناء حال کونک محجوبا بغواشی نشأتک و حال وصولک لفنائک و تلاشی وجودک‏ وَ لکِنْ جَعَلْناهُ نُوراً عند استقامتک‏ نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا المخصوصین بالعنایه الأزلیه، إما المحبوبین و إما المحبین‏ وَ إِنَّکَ‏ أیّها الحبیب‏ لَتَهْدِی‏ بنا من تشاء إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ‏ لا یبلغ کنهه و لا یدرى وصفه.

 

 

[۵۳]

[سوره الشورى (۴۲): آیه ۵۳]

صِراطِ اللَّهِ الَّذِی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ (۵۳)

صِراطِ اللَّهِ‏ المخصوص به، أی: طریق التوحیدی الذاتی الشامل للتوحید الصفاتی و الأفعالی المسمى توحید الملک، أعنی سیر الذات الأحدیه مع جمیع الصفات الظاهره و الباطنه بمالکیه سموات الأوراح و أرض الجسم المطلق‏ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ بالفناء فیه، فینادی بذاته: لِمَنِ الْمُلْکُ الْیَوْمَ‏[۴] و یجیب هو نفسه بقوله: لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ[۵]، و اللّه تعالى أعلم.

تفسیر ابن عربى(تأویلات عبد الرزاق)، ج‏۲، ص: ۲۳۵


[۱] ( ۱) سوره هود، الآیه: ۱۱۸.

[۲] ( ۲) سوره المائده، الآیه: ۴۸.

[۳] ( ۱) سوره النجم، الآیات: ۸- ۱۰.

[۴] ( ۱- ۲) سوره غافر، الآیه: ۱۶.

[۵] ( ۱- ۲) سوره غافر، الآیه: ۱۶.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

دکمه بازگشت به بالا
-+=