تفسير ابن عربى (تأويلات عبد الرزاق کاشانی)تفسیر ابن عربی سوره الرحمن

تفسیر ابن عربى(تأویلات عبد الرزاق) سوره الرحمن

سوره الرحمن‏

[۱- ۲]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۱ الى ۲]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ‏

الرَّحْمنُ (۱) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (۲)

الرَّحْمنُ‏ اسم خاص من أسماء اللّه تعالى باعتبار إفاضه أصول النعم کلها من الأعیان و کمالاتها الأولیه بحسب البدایه، و إنما أورد هاهنا لعموم وصفیته الشامله للأوصاف التی تحت معناه فی المبدئیه لیسند إلیه الأصول المختلفه الوارده بعده.

عَلَّمَ الْقُرْآنَ‏ أی: الاستعداد الکامل الإنسانی المسمى بالعقل القرآنی الجامع للأشیاء کلها، حقائقها و أوصافها و أحکامها إلى غیر ذلک مما یمکن وجوده و یمتنع بإیداعه فی الفطره الإنسانیه و رکزه فیها و لأن ظهوره و برزوه إلى الفعل بتفصیل ما جمع فیه. و صیرورته فرقانا إنما تکون بحسب النهایه ما ذکر الفرقان کما ذکره فی قوله: تَبارَکَ الَّذِی نَزَّلَ الْفُرْقانَ‏[۱] لأنه من باب الرحمه الرحیمیه لا الرحمانیه.

 

 

[۳- ۴]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۳ الى ۴]

خَلَقَ الْإِنْسانَ (۳) عَلَّمَهُ الْبَیانَ (۴)

خَلَقَ الْإِنْسانَ‏ أی: لما أبدع فطرته و أودع العقل القرآنی فیها أبرزه فی هذه النشأه بخلقه فی هذه الصوره العجیبه عَلَّمَهُ الْبَیانَ‏ أی: النطق الممیز إیاه عن جمیع ما سواه من المخلوقات لیخبر به عما فی باطنه من العقل القرآنی.

 

 

[۵- ۶]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۵ الى ۶]

الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (۵) وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ یَسْجُدانِ (۶)

الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ أی: الروح و القلب یجریان فیه و یسیران بحساب، أی: قدر معلوم من منازلهما و مراتبهما مضبوط لا یجاوز أحدهما قدره و مرتبته التی عینت له، فلکل منهما کمالات و مراتب محدوده القدر معلومه الغایه ینتهی إلیها وَ النَّجْمُ‏ أی: النفس الحیوانیه النورانیه بالشعور الحسی فی لیل الجسم‏ وَ الشَّجَرُ أی: النفس النباتیه المنمیه له.

یَسْجُدانِ‏ بتوجههما إلى أرض الجسد و وضع جبهتهما علیها بالمیل و الإقبال الکلی نحوها لتربیتها و إنمائها و تکمیلها.

 

 

[۷]

[سوره الرحمن (۵۵): آیه ۷]

وَ السَّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ الْمِیزانَ (۷)

وَ السَّماءَ أی: سماء العقل‏ رَفَعَها إلى محل شمس الروح و ثمر القلب‏ وَ وَضَعَ‏ أی: خفض میزان العدل إلى أرض النفس و البدن. فإن العداله هیئه نفسانیه لولاها لما حصلت الفضیله الإنسانیه و منه الاعتدال فی البدن الذی لو لم یکن لما وجد و لم یبق و لما استقام أمر الدین و الدنیا بالعدل، و استتب کمال النفس و البدن بحیث لولاه لفسدا. أمر بمراعاته و محافظته قبل تعدید الأصول بتمامها لشده العنایه به و فرط الاهتمام بأمره، فوسط بینه و بین قوله:

وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (۱۰)[۲].

 

 

[۸- ۹]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۸ الى ۹]

أَلاَّ تَطْغَوْا فِی الْمِیزانِ (۸) وَ أَقِیمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَ لا تُخْسِرُوا الْمِیزانَ (۹)

قوله: أَلَّا تَطْغَوْا فِی الْمِیزانِ‏ بالإفراط عن حدّ الفضیله و الاعتدال، فیلزم الجور الموجب للفساد وَ أَقِیمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ بالاستقامه فی الطریقه، و ملازمه حدّ الفضیله و نقطه الاعتدال فی جمیع الأمور و کل القوى‏ وَ لا تُخْسِرُوا الْمِیزانَ‏ بالتفریط عن حد الفضیله. قال بعض الحکماء: العدل میزان اللّه تعالى، وضعه للخلق و نصبه للحق.

 

 

[۱۰- ۱۲]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۱۰ الى ۱۲]

وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (۱۰) فِیها فاکِهَهٌ وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَکْمامِ (۱۱) وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحانُ (۱۲)

وَ الْأَرْضَ‏ أی: أرض البدن‏ وَضَعَها لهذه المخلوقات المذکوره فِیها فاکِهَهٌ أی: ما تفید اللذات الحسیه من إدراکات الحواس و المحسوسات‏ وَ النَّخْلُ‏ أی: القوى المثمره للذات الخیالیه و الوهمیه الباسقه من أرض الجسد فی هوى النفس‏ ذاتُ الْأَکْمامِ‏ أی: غلف اللواحق المادیه وَ الْحَبُ‏ أی: القوه الغاذیه التی منها لذه الذوق و الأکل و الشرب‏ ذُو الْعَصْفِ‏ أی: الشعب و الأوراق الکثیره المنبسطه على أرض البدن من الجاذبه و الماسکه و الهاضمه و الدافعه و المغیره و المصوره الملازمه للبدن، المقتضیه لخواصها و أفعالها و ما تعدّها و تهیئها و تصلحها لحفظ القوه و الإنماء مما یصیر بدل ما یتحلل و یزید فی الأقطار وَ الرَّیْحانُ‏ أی:

المولده، الموجبه لذّه الوقاع التی هی أطیب اللذات الجسمانیه و أسلاف البذر بتولید ماده النوع.

 

 

[۱۳]

[سوره الرحمن (۵۵): آیه ۱۳]

فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۱۳)

فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ‏ من هذه النعم المعدوده أیها الظاهریون و الباطنیون من الثقلین أ بالنعم الظاهره أم الباطنه.

 

 

[۱۴- ۱۶]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۱۴ الى ۱۶]

خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ کَالْفَخَّارِ (۱۴) وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ (۱۵) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۱۶)

خَلَقَ الْإِنْسانَ‏ أی: ظاهره و جسده الذی یؤنس، أی: یبصر مِنْ صَلْصالٍ‏ من أکثف جواهر العناصر المختلطه الذی تغلب علیه الأرضیه و الیبس‏ کَالْفَخَّارِ الصلب الذی یناسب جوهر العظم الذی هو أساس البدن و دعامته‏ وَ خَلَقَ الْجَانَ‏ أی: باطنه و روحه الحیوانی الذی هو مستور عن الحسّ و هو أبو الجنّ، أی: أصل القوى الحیوانیه التی أقواها و أشرفها الوهم أی: الشیطان المسمّى إبلیس الذی هو من ذریته‏ مِنْ مارِجٍ‏ من لهب لطیف صاف‏ مِنْ نارٍ أی: من ألطف جواهر العناصر المختلطه الذی یغلب علیه الجوهر الناری و الحرّ، و المارج هو اللهب الذی فیه اضطراب، و هذه الروح دائمه الاضطراب و التحرّک.

 

 

[۱۷- ۱۸]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۱۷ الى ۱۸]

رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ (۱۷) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۱۸)

رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ‏ أی: مشرقی الظاهر و الباطن و مغربیهما بإشراق نور الوجود المطلق على ماهیات الأجساد الظاهره و غروبه فیها باحتجابه بماهیاتها و تعینها به فله فی ربوبیته لکل موجود شروق بإیجاده بنور الوجود و ظهوره به و غروب باختفائه فیه و تستره به یربّه بهما.

 

 

[۱۹- ۲۱]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۱۹ الى ۲۱]

مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ (۱۹) بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ (۲۰) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۲۱)

مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ‏ بحر الهیولى الجسمانیه الذی هو الملح الأجاج و بحر الروح المجرد الذی هو العذب الفرات‏ یَلْتَقِیانِ‏ فی الوجود الإنسانی‏ بَیْنَهُما بَرْزَخٌ‏ هو النفس الحیوانیه التی لیست فی صفاء الأرواح المجرده و لطافتها و لا فی کدوره الأجساد الهیولانیه و کثافتها لا یَبْغِیانِ‏ لا یتجاوز حدّهما حدّه فیغلب على الآخر بخاصیته فلا الروح یجرّد البدن و یمزج به و یجعله من جنسه و لا البدن یجمد الروح و یجعله مادیا، سبحان خالق الخلق القادر على ما یشاء.

 

 

[۲۲- ۲۳]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۲۲ الى ۲۳]

یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ (۲۲) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۲۳)

یَخْرُجُ مِنْهُمَا بترکیبهما و التقائهما لؤلؤ العلوم الکلیه و مرجان العلوم الجزئیه، أی:

لؤلؤ الحقائق و المعارف و مرجان العلوم النافعه کالأخلاق و الشرائع ۸

 

 

[۲۴- ۲۸]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۲۴ الى ۲۸]

وَ لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلامِ (۲۴) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۲۵) کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ (۲۶) وَ یَبْقى‏ وَجْهُ رَبِّکَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِکْرامِ (۲۷) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۲۸)

وَ لَهُ الْجَوارِ أی: أوضاع الشریعه و مقامات الطریقه التی یرکبها السالکون، السائرون إلى اللّه فی لجّه هذا البحر المریح، فینجون و یعبرون إلى المقصد. و تشبیهها بالأعلام إشاره إلى شهرتها و کونها معروفه کما تسمى شعائر اللّه و معالم الدین. الْمُنْشَآتُ‏ أی: المرفوعات‏ الشرع و شرعها الأشواق و الإرادات التی تجری عند ارتفاعها و تعلقها بالعالم العلوی بقوه ریاح النفحات الإلهیه سفینه الشریعه و الطریقه براکبها إلى مقصد الکمال الحقیقی الذی هو الفناء فی اللّه، و لهذا قال عقیبه: کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ‏ أی: کل من على الجواری السائره واصل إلى الحق بالفناء فیه، أو کل من على أرض الجسد من الأعیان المفصله کالروح و العقل و القلب و النفس و منازلها و مقاماتها و مراتبها، فان عند الوصول إلى المقصود وَ یَبْقى‏ وَجْهُ رَبِّکَ‏ الباقی بعد فناء الخلق، أی: ذاته مع جمیع صفاته‏ ذُو الْجَلالِ‏ أی: العظمه و العلوّ بالاحتجاب بالحجب النورانیه و الظلمانیه و الظهور بصفه القهر و السلطنه وَ الْإِکْرامِ‏ بالقرب و الدنو فی صور تجلیات الصفات و عند ظهور الذات بصفه اللطف و الرحمه.

 

 

[۲۹- ۳۲]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۲۹ الى ۳۲]

یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ (۲۹) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۳۰) سَنَفْرُغُ لَکُمْ أَیُّهَ الثَّقَلانِ (۳۱) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۳۲)

یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ‏ من أهل الملکوت و الجبروت‏ وَ الْأَرْضِ‏ من الجنّ و الأنس، و المراد: یسأله کل شی‏ء فغلب العقلاء و أتى بلفظ من أی کل شی‏ء یسأله بلسان الاستعداد و الافتقار دائما.

کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ‏ بإفاضه ما یناسب کل استعداد و یستحقه فله کل وقت فی کل خلق شأن بإفاضه ما یستحقه و یستأهله باستعداده، فمن استعدّ بالتصفیه و التزکیه للکمالات الخیریه و الأنوار یفیضها علیه مع حصول الاستعداد، و من استعدّ بتکدیر جوهر نفسه بالهیئات المظلمه و الرذائل و لوث العقائد الفاسده و الخبائث للشرور و المکاره و أنواع الآلام و المصائب و العذاب و الوبال یفیضها علیه مع حصول الاستعداد. و هذا معنى قوله: سَنَفْرُغُ لَکُمْ أَیُّهَ الثَّقَلانِ‏ لأنه تهدید و زجر عن الأمور التی بها یستحق العقاب، و سمیا ثقلین لکونهما سفلیین مائلین إلى أرض الجسم.

 

 

[۳۳- ۳۴]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۳۳ الى ۳۴]

یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ (۳۳) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۳۴)

یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ‏ أی: الباطنیین و الظاهریین‏ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ بالتجرّد عن الهیئات الجسمانیه و التعلقات البدنیه فَانْفُذُوا لتنخرطوا فی سلک النفوس الملکیه و الأرواح الجبروتیه، و تصلوا إلى الحضره الإلهیه لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ‏ بحجه بینه هی التوحید و التجرید و التفرید بالعلم و العمل و الفناء فی اللّه.

 

 

[۳۵- ۳۶]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۳۵ الى ۳۶]

یُرْسَلُ عَلَیْکُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (۳۵) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۳۶)

یُرْسَلُ عَلَیْکُما شُواظٌ مِنْ نارٍ أی: یمنعکما عن النفوذ من أقطارهما و الترقی من أطوارهما لهب صاف عن ممازجه الدخان، أی: سلطان الوهم و أحکامه و مدرکاته بإرساله الوهمیات إلى حیز العقل و القلب و ممانعته إیاهما عن الترقی دائما وَ نُحاسٌ‏ دخان، أی:

هیئه ظلمانیه ترسلها النفس الحیوانیه بالمیل إلى الهوى و الشهوات، فالشواظ مانع من جهه العلم و النحاس من جهه العمل‏ فَلا تَنْتَصِرانِ‏ فلا تمتنعان عنهما و تغلبان علیهما فتنفذان إلا بتوفیق اللّه و سلطان التوحید.

 

 

[۳۷- ۳۸]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۳۷ الى ۳۸]

فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَکانَتْ وَرْدَهً کَالدِّهانِ (۳۷) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۳۸)

فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ أی: السماء الدنیا و هی النفس الحیوانیه، و انشقاقها انفلاقها عن الروح عند زهوقه إذ الروح الإنسانی نسبته إلى النفس الحیوانیه کنسبته إلى البدن. فکما أن حیاه البدن بالنفس فحیاتها بالروح فتنشق عنه عند زهوقه بمفارقه البدن‏ فَکانَتْ وَرْدَهً أی:

حمراء لأن لونها متوسط بین لون الروح المجرّد و بین لون البدن، و لون الروح أبیض لنوریته و إدراکه اللذات و لون البدن أسود لظلمته و عدم شعوره باللذات، و المتوسط بین الأبیض و الأسود هو الأحمر، و إنما وصفها فی سوره (البقره) بالصفره و هاهنا بالحمره لأن هناک وقت الحیاه و الصفاء و غلبه النوریه علیها و طراوه الاستعداد و هاهنا وقت الممات و التکدّر و غلبه الظلمه علیها و زوال الاستعداد کَالدِّهانِ‏ کدهن الزیت فی لونه و لطافته و ذوبانه لصیرورتها إلى الفناء و الزوال.

 

 

[۳۹- ۴۰]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۳۹ الى ۴۰]

فَیَوْمَئِذٍ لا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌّ (۳۹) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۴۰)

فَیَوْمَئِذٍ لا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ‏ من الظاهریین‏ وَ لا جَانٌ‏ من الباطنیین لانجذاب کل إلى مقرّه و مرکزه و موطنه الذی یقتضیه حاله و ما هو الغالب علیه باستعداده الأصلی أو العارضی الراسخ الغالب. و أما الوقف و السؤال المشار إلیه فی قوله: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (۲۴)[۳] و نظائره، ففی مواطن أخر من الیوم الطویل الذی کان مقداره خمسین ألف سنه و هو فی حال عدم غلبه إحدى الجهتین و استیلاء أحد الأمرین. ففی زمان غلبه النور الأصلی و بقاء الاستعداد الفطری أو حصول الکمال و الترقی فی الصفات، و فی وقت استیلاء الهیئات الظلمانیه و ترسخ الغواشی الجسمانیه و زوال الاستعداد الأصلی بحصول الرین لا یسئلون، و فی وقت عدم رسوخ تلک الهیئات إلى حدّ الرین و بقائها فی القلب مانعه، حاجزه إیاها عن الرجوع إلى مقرّها، یوقفون و یسئلون حتى یعذبوا بحسب سیئاتهم على قدر رسوخها، و قد یکون هذا الموطن قبل الموطن الأول فی ذلک الیوم على الأمر الأکثر کما ذکر و قد یکون بعده، و ذلک عند حبط الأعمال و غلبه الأمر العارضی و استیلائه على الذاتی إلى حد إبطال الاستعداد بالکلیه فیدافعه الاستعداد الأصلی قلیلا قلیلا و یتجلى بصور التعذّبات و البلیّات شیئا فشیئا، حتى یتساوى الأمران کتبرّد الماء المسخّن حین بلوغه إلى کونه فاترا، فهذا الشخص مطرود فی أول الأمر عند قرب الاستعداد إلى الزوال ثم قد یوقف و یسئل عند قرب رجوع الاستعداد إلى الحاله الأولى و إمکان اتصاله بالملکوت. و أما الأشقیاء المردودون، المخلّدون فی العذاب، و السعداء المقرّبون الذین یدخلون الجنه بغیر حساب، فلا یسئلون قط و لا یوقفون للسؤال. فقوله: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (۲۴)[۴] و نظائره مخصوص ببعض المعذبین، و هم الأشقیاء الذین عاقبتهم النجاه من العذاب.

 

 

[۴۱- ۴۲]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۴۱ الى ۴۲]

یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ (۴۱) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۴۲)

یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ‏ الذین غلبت علیهم الهیئات الجرمانیه باکتساب الرذائل و رسوخها بِسِیماهُمْ‏ أی: بعلامات تلک الهیئات الظاهره الغالبه علیهم‏ فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی‏ فیعذبون من فوق و یحجبون و یحبسون مقیدین أسراء من جهه رذیله الجهل المرکب و رسوخ الاعتقادات الفاسده وَ الْأَقْدامِ‏ أی: یعذبون من أسفل، و یجرّون و یسحبون على وجوههم، و یردّون إلى قعر جهنم کما قیل: یهوی أحدهم فیها سبعین خریفا لرسوخ الهیئات البدنیه و الرذائل العملیه من إفراط الحرص و الشره و البخل و الطمع و ارتکاب الفواحش و الآثام من قبیل الشهوه و الغضب.

 

 

[۴۳- ۴۵]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۴۳ الى ۴۵]

هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی یُکَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (۴۳) یَطُوفُونَ بَیْنَها وَ بَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ (۴۴) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۴۵)

هذِهِ جَهَنَّمُ‏ قعر بئر أسفل سافلین من الطبیعه الجسمانیه یَطُوفُونَ بَیْنَها وَ بَیْنَ حَمِیمٍ‏ قد انتهى حره و إحراقه من الجهل المرکب و لهذا قیل: یصبّ من فوق رؤوسهم الحمیم، لأن العذاب المستحق من جهه العمل هو نار جهنم من تحت و المستحق من جهه العلم هو الحمیم من فوق.

 

 

[۴۶- ۵۱]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۴۶ الى ۵۱]

وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (۴۶) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۴۷) ذَواتا أَفْنانٍ (۴۸) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۴۹) فِیهِما عَیْنانِ تَجْرِیانِ (۵۰)

فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۱)

وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ‏ أی: خاف قیامه على نفسه بکونه رقیبا، حافظا، مهیمنا علیه کما قال: أَ فَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى‏ کُلِّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ‏[۵] کما یقال: خدمت حضره فلان أی:

نفسه‏ جَنَّتانِ‏ إحداهما جنه النفس، و الثانیه جنه القلب لأن الخوف من صفات النفس و منازلها عند تنوّرها بنور القلب‏ ذَواتا أَفْنانٍ‏ لتفنن شعبهما من القوى و الصفات المورقه للأعمال و الأخلاق المثمره للعلوم و الأحوال، فإن الأفنان هی المغصنات التی تشعبت عن فروع الشجر علیها الأوراق و الثمار فِیهِما عَیْنانِ‏ من الإدراکات الجزئیه و الکلیه تَجْرِیانِ‏ إلیهما من جنه الروح تنبتان فیهما ثمرات المدرکات و تجلیات الصفات.

 

 

[۵۲- ۵۷]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۵۲ الى ۵۷]

فِیهِما مِنْ کُلِّ فاکِهَهٍ زَوْجانِ (۵۲) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۳) مُتَّکِئِینَ عَلى‏ فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَ جَنَى الْجَنَّتَیْنِ دانٍ (۵۴) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۵) فِیهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ (۵۶)

فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۷)

فِیهِما مِنْ کُلِّ فاکِهَهٍ من مدرکاتها اللذیذه زَوْجانِ‏ أی: صنفان، صنف جزئی معروف مألوف و صنف کلی غریب لأن کل ما یدرکه القلب من المعانی الکلیه فله صوره جزئیه فی النفس و بالعکس‏ مُتَّکِئِینَ عَلى‏ فُرُشٍ‏ هی مراتب کمالاتها و مقاماتها بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ‏ أی: جهتها التی تلی السفل، أعنی: النفس من هیئات الأعمال الصالحه من فضائل الأخلاق و مکارم الصفات و محاسن الملکات، و ظهائرها التی تلی الروح من سندس تجلیات الأنوار و لطائف المواهب و الأحوال الحاصله من مکاشفات العلوم و المعارف کما هو فی سوره (الدخان).

وَ جَنَى الْجَنَّتَیْنِ‏ ثمراتها و مدرکاتها دانٍ‏ قریب، کلما شاؤوا حیث کانوا على أی وضع کانوا قیاما أو قعودا أو على جنوبهم أدرکوها و اجتنوها و نبت فی الحال مکانها أخرى من جنسها کما ذکر فی وصفها فِیهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ‏ مما یتصلون بها من النفوس الملکوتیه التی فی مراتبها و ما تحتها سماویه کانت أو أرضیه، مزکاه صافیه مطهره لا یجاوز نظرها مراتبهم و لا تطلب کمالا وراء کمالاتهم لکون استعدادتها مساویه لاستعدادهم أو أنقص منها، و إلا جاوزت جناتهم و ارتفعت عن درجاتهم، فلم تکن قاصرات الطرف و لم تقنع بوصالهم و لذات معاشراتهم و مباشراتهم‏ لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ‏ من النفوس البشریه لاختصاصها بهم فی النشأه و لتقدّس ذواتها و امتناع اتصال النفوس المنغمسه فی الأبدان بها وَ لا جَانٌ‏ من القوى الوهمیه و النفوس الأرضیه المحجوبه بالهیئات السفلیه.

 

 

[۵۸- ۵۹]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۵۸ الى ۵۹]

کَأَنَّهُنَّ الْیاقُوتُ وَ الْمَرْجانُ (۵۸) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۹)

کَأَنَّهُنَّ الْیاقُوتُ وَ الْمَرْجانُ‏ شبهت اللواتی فی جنّه النفس من الحور بالیاقوت لکون الیاقوت مع حسنه و صفائه و رونقه و بهائه ذا لون أحمر یناسب لون النفس، و اللواتی فی جنه القلب بالمرجان لغایه بیاضه و نوریته، و قیل: صغار الدرّ أصفى و أبیض من کبارها.

 

 

[۶۰- ۶۱]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۶۰ الى ۶۱]

هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ (۶۰) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۱)

هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ‏ فی العمل و هو العباده مع الحضور إِلَّا الْإِحْسانُ‏ فی الثواب بحصول الکمال و الوصول إلى الجنّتین المذکورتین.

 

 

[۶۲- ۶۵]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۶۲ الى ۶۵]

وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ (۶۲) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۳) مُدْهامَّتانِ (۶۴) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۵)

وَ مِنْ دُونِهِما أی: من ورائهما من مکان قریب منهما کما تقول: دونک الأسد، لا من دونهما بالنسبه إلى أصحابهما فیکون بمعنى قدّامهما بل بمعنى بعدهما أو من غیرهما، کقوله: إِنَّکُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏[۶].

جَنَّتانِ‏ للمقرّبین السابقین، جنه الروح و جنه الذات فی عین الجمع عند الشهود الذاتی بعد المشاهده فی مقام الروح‏ مُدْهامَّتانِ‏ أی: فی غایه البهجه و الحسن و النضاره.

 

 

[۶۶- ۶۷]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۶۶ الى ۶۷]

فِیهِما عَیْنانِ نَضَّاخَتانِ (۶۶) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۷)

فِیهِما عَیْنانِ نَضَّاخَتانِ‏ أی: علم توحید الذات و توحید الصفات أعنی علم الفناء و علم المشاهده فإنهما ینبعان فیهما، بل العلمان المذکوران الجاریان فی الجنتین المذکورتین منبعهما من هاتین الجنّتین ینبعان منهما و یجریان إلى تینک.

 

 

[۶۸- ۶۹]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۶۸ الى ۶۹]

فِیهِما فاکِهَهٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمَّانٌ (۶۸) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۹)

فِیهِما فاکِهَهٌ و أیّ فاکهه؟! فاکهه لا یعلم کنهها و لا یعرف قدرها من أنواع المشاهدات و الأنوار و التجلیات و السبحات‏ وَ نَخْلٌ‏ أی: ما فیه طعام و تفکه، و هو مشاهده الأنوار و تجلیات الجمال و الجلال فی مقام الروح و جنّته مع بقاء نوى الإنیه المتقوته منها المتلذذه بها وَ رُمَّانٌ‏ أی ما فیه تفکه و دواء فی مقام الجمع و جنه الذات أی: الشهود الذاتی بالفناء المحض الذی لا أنیه فیه فتطعم بل اللذه الصرفه و دواء مرض ظهور البقیه بالتلوین، فإن فی الرمان صوره الجمع مکنونه فی قشر الصوره الإنسانیه.

 

 

[۷۰- ۷۱]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۷۰ الى ۷۱]

فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ (۷۰) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۷۱)

فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ‏ أی: أنوار محضه و سبحات صرفه لا شائبه للشر و الإمکان، فیها حسان من تجلیات الجمال و الجلال و محاسن الصفات.

 

 

[۷۲- ۷۵]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۷۲ الى ۷۵]

حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ (۷۲) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۷۳) لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ (۷۴) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۷۵)

حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ‏ أی: مخدّرات فی حضرات الأسماء بل حضره الوحده و الأحدیه لا تبرز منها بالانکشاف لمن دونها و لیس وراءها حد و مرتبه ترتقی إلیها و تنظر إلى ما فوقها فهی مقصوره فیها.

 

 

[۷۶- ۷۷]

[سوره الرحمن (۵۵): الآیات ۷۶ الى ۷۷]

مُتَّکِئِینَ عَلى‏ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَ عَبْقَرِیٍّ حِسانٍ (۷۶) فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۷۷)

مُتَّکِئِینَ عَلى‏ رَفْرَفٍ خُضْرٍ الرفرف نوع من الثیاب عریض، لطیف فی غایه اللطافه، و المراد: نور الذات الذی هو فی غایه البهجه و اللطافه أو نور الصفات حال البقاء بعد الفناء و الاستناد إلى صمدیه الوجود المطلق و التحقق به‏ وَ عَبْقَرِیٍّ حِسانٍ‏ العبقریّ فی اللغه: ثوب غریب منسوب إلى عبقر تزعم العرب أنه بلد الجنّ، أی: الوجود الموهوب الحقانی الغریب الموصوف بصفاته المتجلیه فی غایه الحسن الذی هو منسوب إلى عالم الغیب بل غیب الغیب الذی لا یعلم أحد أین هو.

 

 

[۷۸]

[سوره الرحمن (۵۵): آیه ۷۸]

تَبارَکَ اسْمُ رَبِّکَ ذِی الْجَلالِ وَ الْإِکْرامِ (۷۸)

تَبارَکَ‏ أی: تعالى و تعاظم‏ اسْمُ رَبِّکَ‏ أی: الاسم الأعظم الذی به تزید و ترتقی مرتبه السالکین من البدایه إلى النهایه حتى الوصول إلیه و الفوز به‏ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِکْرامِ‏ أی:

الجلال فی صوره الجمال و الجمال فی صوره الجلال اللذان لا یحجب أحدهما عن الآخر عند البقاء بعد الفناء للمحبوبین المحبین السابقین إلى غایه الدرجات بخلاف الجلال و الإکرام المذکورین قبل، فإنهما هناک یحجب أحدهما عن الآخر لعدم تحقق الفانی بالوجود الحقانی و الرجوع إلى تفاصیل الصفات و شهودها فی عین الجمع.

تفسیر ابن عربى(تأویلات عبد الرزاق)، ج‏۲، ص: ۳۱۰


[۱] ( ۱) سوره الفرقان، الآیه: ۱.

[۲] ( ۱) سوره الرحمن، الآیه: ۱۰.

[۳] ( ۱) سوره الصافات، الآیه: ۲۴.

[۴] ( ۱) سوره الصافات، الآیه: ۲۴.

[۵] ( ۱) سوره الرعد، الآیه: ۳۳.

[۶] ( ۱) سوره الأنبیاء، الآیه: ۹۸.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

دکمه بازگشت به بالا
-+=