تفسیر ابن عربی سوره الأعراف

تفسیر ابن عربى(رحمه من الرحمن) سوره الأعراف آیه ۷۳-۱۴۵

[سوره الأعراف (۷): آیه ۷۳]

وَ إِلى‏ ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَکُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ قَدْ جاءَتْکُمْ بَیِّنَهٌ مِنْ رَبِّکُمْ هذِهِ ناقَهُ اللَّهِ لَکُمْ آیَهً فَذَرُوها تَأْکُلْ فِی أَرْضِ اللَّهِ وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَیَأْخُذَکُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (۷۳)

فلا تتعرضوا بالمخالفه لسطوتنا، و لا تستبطئوا عند اعتدائکم نقمتنا.

[سوره الأعراف (۷): الآیات ۷۴ الى ۸۷]

وَ اذْکُرُوا إِذْ جَعَلَکُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَ بَوَّأَکُمْ فِی الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً وَ تَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُیُوتاً فَاذْکُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَ لا تَعْثَوْا فِی الْأَرْضِ مُفْسِدِینَ (۷۴) قالَ الْمَلَأُ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (۷۵) قالَ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِی آمَنْتُمْ بِهِ کافِرُونَ (۷۶) فَعَقَرُوا النَّاقَهَ وَ عَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَ قالُوا یا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ کُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِینَ (۷۷) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَهُ فَأَصْبَحُوا فِی دارِهِمْ جاثِمِینَ (۷۸)

فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَ قالَ یا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُکُمْ رِسالَهَ رَبِّی وَ نَصَحْتُ لَکُمْ وَ لکِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِینَ (۷۹) وَ لُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَهَ ما سَبَقَکُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِینَ (۸۰) إِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَهً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (۸۱) وَ ما کانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْیَتِکُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ یَتَطَهَّرُونَ (۸۲) فَأَنْجَیْناهُ وَ أَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ کانَتْ مِنَ الْغابِرِینَ (۸۳)

وَ أَمْطَرْنا عَلَیْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ کَیْفَ کانَ عاقِبَهُ الْمُجْرِمِینَ (۸۴) وَ إِلى‏ مَدْیَنَ أَخاهُمْ شُعَیْباً قالَ یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَکُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ قَدْ جاءَتْکُمْ بَیِّنَهٌ مِنْ رَبِّکُمْ فَأَوْفُوا الْکَیْلَ وَ الْمِیزانَ وَ لا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْیاءَهُمْ وَ لا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ذلِکُمْ خَیْرٌ لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ (۸۵) وَ لا تَقْعُدُوا بِکُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَ اذْکُرُوا إِذْ کُنْتُمْ قَلِیلاً فَکَثَّرَکُمْ وَ انْظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَهُ الْمُفْسِدِینَ (۸۶) وَ إِنْ کانَ طائِفَهٌ مِنْکُمْ آمَنُوا بِالَّذِی أُرْسِلْتُ بِهِ وَ طائِفَهٌ لَمْ یُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى یَحْکُمَ اللَّهُ بَیْنَنا وَ هُوَ خَیْرُ الْحاکِمِینَ (۸۷)

«وَ هُوَ خَیْرُ الْحاکِمِینَ» فإن له الحکم الأعم، یحکم على کل حکم و على کل حاکم بکل حکم.

[سوره الأعراف (۷): الآیات ۸۸ الى ۸۹]

قالَ الْمَلَأُ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّکَ یا شُعَیْبُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَکَ مِنْ قَرْیَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِی مِلَّتِنا قالَ أَ وَ لَوْ کُنَّا کارِهِینَ (۸۸) قَدِ افْتَرَیْنا عَلَى اللَّهِ کَذِباً إِنْ عُدْنا فِی مِلَّتِکُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها وَ ما یَکُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِیها إِلاَّ أَنْ یَشاءَ اللَّهُ رَبُّنا وَسِعَ رَبُّنا کُلَّ شَیْ‏ءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَکَّلْنا رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ (۸۹)

«وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ» لمغالیق غیوبه.

[سوره الأعراف (۷): الآیات ۹۰ الى ۹۶]

وَ قالَ الْمَلَأُ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَیْباً إِنَّکُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (۹۰) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَهُ فَأَصْبَحُوا فِی دارِهِمْ جاثِمِینَ (۹۱) الَّذِینَ کَذَّبُوا شُعَیْباً کَأَنْ لَمْ یَغْنَوْا فِیهَا الَّذِینَ کَذَّبُوا شُعَیْباً کانُوا هُمُ الْخاسِرِینَ (۹۲) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَ قالَ یا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُکُمْ رِسالاتِ رَبِّی وَ نَصَحْتُ لَکُمْ فَکَیْفَ آسى‏ عَلى‏ قَوْمٍ کافِرِینَ (۹۳) وَ ما أَرْسَلْنا فِی قَرْیَهٍ مِنْ نَبِیٍّ إِلاَّ أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ یَضَّرَّعُونَ (۹۴)

ثُمَّ بَدَّلْنا مَکانَ السَّیِّئَهِ الْحَسَنَهَ حَتَّى عَفَوْا وَ قالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَ السَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَهً وَ هُمْ لا یَشْعُرُونَ (۹۵) وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى‏ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهِمْ بَرَکاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لکِنْ کَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ (۹۶)

– فائده- لما کان الرسول من الجنس، و من عاده الجنس الحسد إذا ظهر التفوق، و قد ارتفع عن المتشرعین المنکسره قلوبهم الحسد، و هم ناظرون إلى الرسول دائما بعین حق مع شهود بشریته، فتح اللّه لهم البرکات من السماء و الأرض.

 

[سوره الأعراف (۷): الآیات ۹۷ الى ۹۹]

أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى‏ أَنْ یَأْتِیَهُمْ بَأْسُنا بَیاتاً وَ هُمْ نائِمُونَ (۹۷) أَ وَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى‏ أَنْ یَأْتِیَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَ هُمْ یَلْعَبُونَ (۹۸) أَ فَأَمِنُوا مَکْرَ اللَّهِ فَلا یَأْمَنُ مَکْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ (۹۹)

[الطریق إلى العصمه من المکر الإلهی‏]

من أراد الطریق إلى العصمه من المکر الإلهی فلیلزم عبودیته فی کل حال و لوازمها، فتلک علامه على عصمته من مکر اللّه، و ذلک بأن لا یضع میزان الشرع من یده و شهود حاله، و هذه حاله المعصوم، و یبقى کونه لا یأمنه فی المستقبل بمعنى أنه ما هو على أمن أن تبقى له هذه الحاله فی المستقبل إلا بالتعریف الإلهی الذی لا یدخله تأویل، و لا یحکم علیه إجمال‏ «فَلا یَأْمَنُ مَکْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ» فلا یأمن أحد مکر اللّه حتى الخاصه و خاصه الخاصه، فینبغی للعاقل أن لا یأمن مکر اللّه فی إنعامه، فإن المکر فیه أخفى منه‏ فی البلاء، و أدنى المکر فیه أن یرى نفسه مستحقا لتلک النعمه، و أنها من أجله خلقت، فإن اللّه لیس بمحتاج إلیها، فهی له بحکم الاستحقاق، و یغیب عن أن الأشیاء إنما خلقت له تعالى، لتسبح بحمده، و کان انتفاعنا بها بحکم التبعیه لا بالقصد الأول، فمکر العموم الإلهی هو إرداف النعم على إثر المخالفات، و زوالها عند الموافقات، و قد یکون المکر الإلهی فی حق بعض الناس من الممکور بهم یعطی الشقاء و هو فی العامه، و قد یکون یعطی نقصان الحظ و هو المکر بالخاصه و خاصه الخاصه، فالمؤمن ما هو فی أمان إلا فی دار الحیوان، و أما فی هذه الدار فهو فی محل الاختبار، فإما إلى دار القرار و إما إلى دار البوار، مما روینا أن جبریل و میکائیل علیهما السلام بکیا، فأوحى اللّه إلیهما ما شأنکما تبکیان؟ فقالا: لا نأمن مکرک، قال: کذلک فکونا لا تأمنا مکری.

[سوره الأعراف (۷): الآیات ۱۰۰ الى ۱۰۲]

أَ وَ لَمْ یَهْدِ لِلَّذِینَ یَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَ نَطْبَعُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا یَسْمَعُونَ (۱۰۰) تِلْکَ الْقُرى‏ نَقُصُّ عَلَیْکَ مِنْ أَنْبائِها وَ لَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّناتِ فَما کانُوا لِیُؤْمِنُوا بِما کَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ کَذلِکَ یَطْبَعُ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِ الْکافِرِینَ (۱۰۱) وَ ما وَجَدْنا لِأَکْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنا أَکْثَرَهُمْ لَفاسِقِینَ (۱۰۲)

«وَ إِنْ وَجَدْنا أَکْثَرَهُمْ لَفاسِقِینَ» أی عن الوفاء بالعهد، قال تعالى: «أَوْفُوا بِعَهْدِی» و قال تعالى: «وَ لَقَدْ کانُوا عاهَدُوا اللَّهَ».

[سوره الأعراف (۷): الآیات ۱۰۳ الى ۱۰۵]

ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى‏ بِآیاتِنا إِلى‏ فِرْعَوْنَ وَ مَلائِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ کَیْفَ کانَ عاقِبَهُ الْمُفْسِدِینَ (۱۰۳) وَ قالَ مُوسى‏ یا فِرْعَوْنُ إِنِّی رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِینَ (۱۰۴) حَقِیقٌ عَلى‏ أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُکُمْ بِبَیِّنَهٍ مِنْ رَبِّکُمْ فَأَرْسِلْ مَعِیَ بَنِی إِسْرائِیلَ (۱۰۵)

«حَقِیقٌ عَلى‏ أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ» فإنه باللّه یسمع و یبصر و ینطق.

 

[سوره الأعراف (۷): الآیات ۱۰۶ الى ۱۲۲]

قالَ إِنْ کُنْتَ جِئْتَ بِآیَهٍ فَأْتِ بِها إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ (۱۰۶) فَأَلْقى‏ عَصاهُ فَإِذا هِیَ ثُعْبانٌ مُبِینٌ (۱۰۷) وَ نَزَعَ یَدَهُ فَإِذا هِیَ بَیْضاءُ لِلنَّاظِرِینَ (۱۰۸) قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِیمٌ (۱۰۹) یُرِیدُ أَنْ یُخْرِجَکُمْ مِنْ أَرْضِکُمْ فَما ذا تَأْمُرُونَ (۱۱۰)

قالُوا أَرْجِهْ وَ أَخاهُ وَ أَرْسِلْ فِی الْمَدائِنِ حاشِرِینَ (۱۱۱) یَأْتُوکَ بِکُلِّ ساحِرٍ عَلِیمٍ (۱۱۲) وَ جاءَ السَّحَرَهُ فِرْعَوْنَ قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ کُنَّا نَحْنُ الْغالِبِینَ (۱۱۳) قالَ نَعَمْ وَ إِنَّکُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِینَ (۱۱۴) قالُوا یا مُوسى‏ إِمَّا أَنْ تُلْقِیَ وَ إِمَّا أَنْ نَکُونَ نَحْنُ الْمُلْقِینَ (۱۱۵)

قالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْیُنَ النَّاسِ وَ اسْتَرْهَبُوهُمْ وَ جاؤُ بِسِحْرٍ عَظِیمٍ (۱۱۶) وَ أَوْحَیْنا إِلى‏ مُوسى‏ أَنْ أَلْقِ عَصاکَ فَإِذا هِیَ تَلْقَفُ ما یَأْفِکُونَ (۱۱۷) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَ بَطَلَ ما کانُوا یَعْمَلُونَ (۱۱۸) فَغُلِبُوا هُنالِکَ وَ انْقَلَبُوا صاغِرِینَ (۱۱۹) وَ أُلْقِیَ السَّحَرَهُ ساجِدِینَ (۱۲۰)

قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِینَ (۱۲۱) رَبِّ مُوسى‏ وَ هارُونَ (۱۲۲)

قالت السحره ذلک، أی الذی یدعوان إلیه رب موسى و هارون، فجاءت بذلک لرفع الارتیاب.

 

[سوره الأعراف (۷): الآیات ۱۲۳ الى ۱۲۷]

قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَکُمْ إِنَّ هذا لَمَکْرٌ مَکَرْتُمُوهُ فِی الْمَدِینَهِ لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (۱۲۳) لَأُقَطِّعَنَّ أَیْدِیَکُمْ وَ أَرْجُلَکُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّکُمْ أَجْمَعِینَ (۱۲۴) قالُوا إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ (۱۲۵) وَ ما تَنْقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآیاتِ رَبِّنا لَمَّا جاءَتْنا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ تَوَفَّنا مُسْلِمِینَ (۱۲۶) وَ قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَ تَذَرُ مُوسى‏ وَ قَوْمَهُ لِیُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ یَذَرَکَ وَ آلِهَتَکَ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَ نَسْتَحْیِی نِساءَهُمْ وَ إِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ (۱۲۷)

«وَ یَذَرَکَ وَ آلِهَتَکَ» و المعبودین الذین نعبدهم، و قد قرئ «و یذرک و ألهتک» و الألهه العباده، أی و عبادتک‏ «قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَ نَسْتَحْیِی نِساءَهُمْ وَ إِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ» هذه الصفه فی المخلوقین لا تکون قط عن حقیقه، بل یعلمون عجزهم و قصورهم، و إنما ذلک صوره ظاهره کبرق الخلب، و على قدر ما یظهر من هذه الصفه یتوجه القهر الإلهی و البطش الشدید.

[سوره الأعراف (۷): آیه ۱۲۸]

قالَ مُوسى‏ لِقَوْمِهِ اسْتَعِینُوا بِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ یُورِثُها مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَهُ لِلْمُتَّقِینَ (۱۲۸)

قال موسى لقومه: «اسْتَعِینُوا بِاللَّهِ» فشرّک الحق نفسه مع العبد فی الفعل، و أمر الحق بالاستعانه باللّه تقریرا للدعوى، حتى یکون ذلک عن أمره، و أمثالنا نقول: (إِیَّاکَ نَعْبُدُ وَ إِیَّاکَ نَسْتَعِینُ) و مثل هذا کله، تعبدا، و نثابر علیه بخلاف من لا یعلم، و ما قرر الحق لعباده هذا إلا غیره، فیتخذون ذلک عباده، و یقولون إذا رجعوا إلیه و کان الملک للّه الواحد القهار فی موطن الجمع، و سئلوا عن مثل هذا الشرک الخفی، یقولون: أنت أمرتنا بالاستعانه بک، فأنت قررت لنا أن لنا قوه ننفرد بها، و إن کان أصلها منک، و لکن ما لها النفوذ إلا بمعونتک،فطلبنا القوه منک، فإنک ذو القوه المتین، فیصدقهم اللّه فی کونهم جعلوا القوه منه التی فیهم، و أنهم رأوا فیها القصور لخاصیه المحل، فما لها نفوذ الاقتدار الإلهی إلا بمساعده الاقتدار الإلهی، فشرع لهم سبحانه قول [لا حول و لا قوه إلا باللّه‏] رحمه بهم‏ «وَ اصْبِرُوا» على حمل المشاقات و التکالیف بلا حول و لا قوه إلا باللّه‏ «إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ یُورِثُها مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ» فأنت وارث و الحق موروث منه، فإن الحق ما خلق الأشیاء لنفسه، و إنما خلقها بعضها لبعض من هذا الوجه، فخلق الخلق للخلق لا لنفسه، فإن المنافع تعود من الخلق على الخلق، و اللّه هو النافع الموجد للمنافع.

[سوره الأعراف (۷): الآیات ۱۲۹ الى ۱۳۵]

قالُوا أُوذِینا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِیَنا وَ مِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا قالَ عَسى‏ رَبُّکُمْ أَنْ یُهْلِکَ عَدُوَّکُمْ وَ یَسْتَخْلِفَکُمْ فِی الْأَرْضِ فَیَنْظُرَ کَیْفَ تَعْمَلُونَ (۱۲۹) وَ لَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِینَ وَ نَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ یَذَّکَّرُونَ (۱۳۰) فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَهُ قالُوا لَنا هذِهِ وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَیِّئَهٌ یَطَّیَّرُوا بِمُوسى‏ وَ مَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَ لکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ (۱۳۱) وَ قالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آیَهٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَکَ بِمُؤْمِنِینَ (۱۳۲) فَأَرْسَلْنا عَلَیْهِمُ الطُّوفانَ وَ الْجَرادَ وَ الْقُمَّلَ وَ الضَّفادِعَ وَ الدَّمَ آیاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَکْبَرُوا وَ کانُوا قَوْماً مُجْرِمِینَ (۱۳۳)

وَ لَمَّا وَقَعَ عَلَیْهِمُ الرِّجْزُ قالُوا یا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّکَ بِما عَهِدَ عِنْدَکَ لَئِنْ کَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَکَ وَ لَنُرْسِلَنَّ مَعَکَ بَنِی إِسْرائِیلَ (۱۳۴) فَلَمَّا کَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى‏ أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ إِذا هُمْ یَنْکُثُونَ (۱۳۵)

کشف ما نزل بالخلق بید الحق.

 

[سوره الأعراف (۷): آیه ۱۳۶]

فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِی الْیَمِّ بِأَنَّهُمْ کَذَّبُوا بِآیاتِنا وَ کانُوا عَنْها غافِلِینَ (۱۳۶)

[انتقام إلهی یقع بالعالم لا یکون إلا بعد إغضاب،]

کل انتقام إلهی یقع بالعالم لا یکون إلا بعد إغضاب، لأن اللّه خلق العالم بالرحمه و لیس من شأنها الانتقام، کما أن الغضب من شأنه الانتقام، و یظهر الانتقام على میزانه من غیر زیاده و لا نقصان، و لا یقع الانتقام أبدا إلا تطهیرا لمن کان منه الإغضاب، فلذلک لا یکون الانتقام إلى غیر نهایه بل ینتهی الحکم به إلى أجل مسمى عند اللّه، و تعقبه الرحمه به، لأنّ لها الحکم الأبدی الذی لا یتناهى.

[سوره الأعراف (۷): الآیات ۱۳۷ الى ۱۴۲]

وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِینَ کانُوا یُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغارِبَهَا الَّتِی بارَکْنا فِیها وَ تَمَّتْ کَلِمَتُ رَبِّکَ الْحُسْنى‏ عَلى‏ بَنِی إِسْرائِیلَ بِما صَبَرُوا وَ دَمَّرْنا ما کانَ یَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ وَ ما کانُوا یَعْرِشُونَ (۱۳۷) وَ جاوَزْنا بِبَنِی إِسْرائِیلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى‏ قَوْمٍ یَعْکُفُونَ عَلى‏ أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا یا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً کَما لَهُمْ آلِهَهٌ قالَ إِنَّکُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (۱۳۸) إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِیهِ وَ باطِلٌ ما کانُوا یَعْمَلُونَ (۱۳۹) قالَ أَ غَیْرَ اللَّهِ أَبْغِیکُمْ إِلهاً وَ هُوَ فَضَّلَکُمْ عَلَى الْعالَمِینَ (۱۴۰) وَ إِذْ أَنْجَیْناکُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَسُومُونَکُمْ سُوءَ الْعَذابِ یُقَتِّلُونَ أَبْناءَکُمْ وَ یَسْتَحْیُونَ نِساءَکُمْ وَ فِی ذلِکُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّکُمْ عَظِیمٌ (۱۴۱)

وَ واعَدْنا مُوسى‏ ثَلاثِینَ لَیْلَهً وَ أَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِیقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِینَ لَیْلَهً وَ قالَ مُوسى‏ لِأَخِیهِ هارُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ (۱۴۲)

«وَ واعَدْنا مُوسى‏ ثَلاثِینَ لَیْلَهً» و هو المیقات الموسوی الأول، إلا أنه طرأ أمر أخل به، فزاد عشرا جبرا لذلک الخلل، فقال تعالى: «وَ أَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِیقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِینَ لَیْلَهً»

[- إشاره- ضرب الحق لموسى المیقات لیعلم أنه تحت رق الأوقات‏]

– إشاره- ضرب الحق لموسى المیقات لیعلم أنه تحت رق الأوقات، و جاء العدد باللیل و لم یجى‏ء بالنهار لاحتجاب الحق عن الأبصار، و مقامات الخلفاء، و مصابیح الظلماء ثمانیه و عشرون، و حضراتهم اثنتا عشره لتتمیم الأربعین، و هی منازل السالکین فجعله یسلک أربعین مقاما من مغیبات الأسرار، فصح له الاتصال عند الأسحار، و انتظم بها فی شمل أمه محمد الداعی من مقام الأرواح، فی تخلقهم بالأربعین صباح، و هو میقات الوارثین، فشرف بذلک کلیم رب العالمین، و لذلک کان منه مع محمد علیهما السلام فی أمر الصلاه ما شهر، لأنه فی أمته یطلب الرفق بإخوته کما ذکر، و ذلک لما وقع هنالک فی حدسه، أن محمدا علیه السلام سیقول: لا یکمل عبد الإیمان حتى یحب لأخیه ما یحبه لنفسه، أ لا تراه صلّى اللّه علیه و سلم قال فی موسى: لو کان حیا ما وسعه إلا أن یتبعنی، فأوضح لنا المعنى، و بیّن لنا حقیقه أنه منا

[إشاره- اترک الحق خلیفتک على أهلک کما قال علیه السلام: اللهم أنت الخلیفه فی الأهل‏]

– إشاره- اترک الحق خلیفتک على أهلک کما قال علیه السلام: اللهم أنت الخلیفه فی الأهل، فاستخلف الحق فی الحقیقه، و لا تبال حینئذ بمن یختاره من عالم الحس، فإنک إذا توکلت على الحق و استخلفته، وفق خلیفتک الذی هو فی عالم التکلیف، و هی سنه اللّه تعالى.

[سوره الأعراف (۷): آیه ۱۴۳]

وَ لَمَّا جاءَ مُوسى‏ لِمِیقاتِنا وَ کَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ قالَ لَنْ تَرانِی وَ لکِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَکانَهُ فَسَوْفَ تَرانِی فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَکًّا وَ خَرَّ مُوسى‏ صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَکَ تُبْتُ إِلَیْکَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ (۱۴۳)

اعلم أن المناجاه کلام لا مشاهده فیها، فإن الحجاب یصحبها، فإن اللّه یقول: (وَ ما کانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُکَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) و کذلک کلم اللّه موسى، و لذلک طلب الرؤیه، و موسى علیه السلام من العلماء باللّه، و قد سأل اللّه الرؤیه، فما سألها علیه‏ السلام إلا من کونها واجبه وجوبا عقلیا، و المعلوم إذا شوهد تعطی مشاهدته أمرا لا یمکن أن یحصل من غیر مشاهده، کما قیل.

و لکن للعیان لطیف معنى‏ لذا سأل المعاینه الکلیم‏

فإنه لیس حکم من شاهد الأمور حکم من لم یشاهدها إلا بالإعلام، فللعیان حال لا یمکن أن یعرفه إلا صاحب العیان، کما أن للعلم حالا لا یعرفه إلا أولو العلم، لیس لغیرهم فیه ذوق، و ما أسمع الرحمن کلامه بارتفاع الوسائط إلا لیتمکن الاشتیاق فی السامع إلى رؤیه المتکلم، لما سمعه من حسن الکلام، فتکون رؤیه المتکلم أشد، و لا سیما و رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلم یقول: إن اللّه جمیل یحب الجمال، و الجمال محبوب لذاته، و قد وصف الحق نفسه به، فشوق النفوس إلى رؤیته، و ما شوق اللّه عباده إلى رؤیته بکلامه سدى، و لو لا أن موسى علیه السلام فهم من الأمر إذ کلمه اللّه بارتفاع الوسائط ما جرأه على طلب الرؤیه ما فعل، فإن سماع کلام اللّه تعالى بارتفاع الوسائط عین الفهم عنه، فلا یفتقر إلى تأویل و فکر فی ذلک، و إنما یفتقر من کلمه اللّه بالوسائط من رسول أو کتاب، فلما کان عین السمع فی هذا المقام عین الفهم، سأل الرؤیه، لیعلم التابع و من لیست له هذه المنزله عند اللّه، أن رؤیه اللّه لیست بمحال، و قد شهد اللّه لموسى أنه اصطفاه على الناس برسالاته و بکلامه، فهل رآه فی وقت سؤاله بالشرط الذی أقامه له کما ورد فی نص القرآن‏ (انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَکانَهُ فَسَوْفَ تَرانِی) أو لم یره؟

و الآیه محتمله المأخذ، فإنه ما نفى زمان الحال عن تعلق الرؤیه، و إنما نفى الاستقبال بأداه سوف، و لا شک أن اللّه تجلى للجبل و هو محدث، و تدکدک الجبل لتجلیه، فحصل لنا من هذا رؤیه الجبل ربه التی أوجبت له التدکدک، فقد رآه محدث، فما المانع أن رآه موسى علیه السلام فی حال التدکدک و وقع النفی على الاستقبال؟ ما لذلک مانع لمن عقل، و لا سیما و قد قام الصعق لموسى علیه السلام مقام التدکدک للجبل، قال تعالى: «وَ لَمَّا جاءَ مُوسى‏ لِمِیقاتِنا وَ کَلَّمَهُ رَبُّهُ» لما کلم موسى علیه السلام ربه أدرکه الطمع فقال: «رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ» فسأله ما یجوز له السؤال فیه، إذ کانت الرسل أعلم الناس باللّه، و أنه ذو إدراک یدرکه به، و أنه المدرک بالإدراک لا الإدراک، فإنه عالم بأن الأبصار لا تدرکه، و إنما هی آله یدرک بها، فقال: «رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ» بعینی، فإن الرؤیه بأداه إلى رؤیه العین، فقال له الحق: «لَنْ تَرانِی» بعینک،لان المقصود من الرؤیه حصول العلم بالمرئی، و لم یکن ذاک موطنه و مقامه، و لا تزال ترى فی کل رؤیه خلاف ما تراه فی الرؤیه التی تقدمت، فلا یحصل لک علم برؤیه أصلا فی المرئی،

فقال: «لَنْ تَرانِی» فإنی لا أقبل من حیث أنا التنوع، فإن رؤیه المرئی تعطی العلم به، و یعلم الرائی أنه راء أمرا ما، و قد أحاط علما بما رآه، و الحق لا تنضبط رؤیته، و ما لا ینضبط لا یقال فیه إن الذی رآه عرف أنه رآه، و لا تتعجب من طلب موسى علیه السلام رؤیه ربه، فإنه ثمّ مقام یقتضی طلب الرؤیه، و الإنسان بحکم الوقت، و یحتمل أن موسى علیه السلام منع من الرؤیه بقوله تعالى: «لَنْ تَرانِی» لکونه سألها عن غیر أمر إلهی، فقیل له: «لَنْ تَرانِی» ثم استدرک استدراک لطیف بعبده، لما انته فیه حد عقوبه فوت الأدب بالسؤال ابتداء، الذی حمله علیه شوقه، فلما علم أن الیأس قد قام به فیما طلبه، استدرک بالإحاله على الجبل فی استقراره، عند التجلی، فقال: «وَ لکِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَکانَهُ فَسَوْفَ تَرانِی» و الجبل من الممکنات‏ «فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَکًّا»

اعلم أنه لا یثبت لتجلی الحق، فلا بد من تغیر الحال، فإن التجلی الإلهی یورث الخشوع، قال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلم: [إن اللّه إذا تجلى لشی‏ء خشع له‏] فلما تجلى الحق للجبل نقله من حال الشموخ إلى حال الخشوع و الاندکاک، فإن للتجلی النقیضین، یمحو و یثبت، و یوجد و یعدم، فقال تعالى: «فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ» ذلک التجلی‏ «دَکًّا» فما أعدمه، و لکنه أزال حاله و نعته، و لم یزل عینه، و لکن أزال شموخه و علوه، فکان أول جبل أنزله اللّه عن قهره و جبروته، فإن الجبال ظهرت بصوره القهر حیث سکّنت مید الأرض، فلا تعرف التواضع، فإنها ما کانت أرضا ثم صارت جبالا، فصار جبل موسى بالتدکدک أرضا بعد ما کان جبلا، و لو لا العظمه التی فی نفس الجبل من ربه لما تدکدک لتجلی الرب له، فإن الذوات لا تؤثر فی أمثالها،

و إنما یؤثر فی الأشیاء قدرها و منزلتها فی نفس المؤثر فیه، فعلمه بقدر ذلک المتجلی أثر فیه، ما أثر فیه ما ظهر له، فإنا نرى الملک إذ دخل فی صوره العامه و مشى فی السوق بین الناس و هم لا یعرفون أنه الملک لم یقم له وزن فی نفوسهم، فإذا لقیه فی تلک الحاله من یعرفه قامت بنفسه عظمته و قدره، فأثر فیه علمه به، و کان نظر موسى علیه السلام للجبل فی حال شموخه، و کان التجلی له من الجانب الذی لا یلی موسى، فلما صار دکا ظهر لموسى ما صیر الجبل دکا، فخر موسى صعقا، فإنه لما کان الجبل حجابا للتجلی، لم یثبت التجلی ما دام الجبل باقیا، الذی هو الحجاب، فلما تدکدک الجبل الذی هو الحجاب بقی التجلی بلا حجاب، فرآه موسى فصعق کما صعق الجبل، و قامت فیه علامه الرؤیه التی قامت فی الجبل، و ذلک قوله تعالى: «وَ خَرَّ مُوسى‏ صَعِقاً» فکان الدک للجبل کالصعق لموسى، و الذی دک الجبل أصعق موسى، و ما أصعقه إلا ما عنده، أی ما شاهده، فعلم عند ذلک ما لم یکن یعلم من صوره الحق مع العالم، و لا أدری اندک الجبل عن رؤیه أو عن مقدمه رؤیه، لا بل عن مقدمه رؤیه، و صعق موسى عن تلک المقدمه،

و کان موسى علیه السلام ناظرا إلى الجبل طاعه لأمر اللّه، فلاح له عند تدکدکه الأمر الذی جعل الجبل دکا، فخر موسى صعقا، و کان هذا من ضروب الوحی لموسى علیه السلام، فإنه ورد فی الخبر: أن اللّه إذا تکلم بالوحی کأنه سلسله على صفوان صعقت الملائکه، و یحتمل أن یکون قوله تعالى: «وَ خَرَّ مُوسى‏ صَعِقاً» أی میتا، قال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلم: [إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت‏] فلذلک لما سأله موسى الرؤیه أجابه فخر صعقا، فرآه تعالى فی صعقته، و قد شک رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلم فی أمر موسى إذا وجده یوم البعث، فلا یدری أ جوزی بصعقه الطور فلم یصعق فی نفخه الصعق؟ فإن نفخه الصعق ما تعم، و قد صعق بالطور، فما رآه تعالى حتى مات، ثم أفاق فعلم من رأى.

و اعلم أن الحق إذا تجلى فی صفه الجبروت لمن تجلى من عباده، فإن کان المتجلّى له لیس له مدبر غیر اللّه، کجبل موسى، تدکدک لتجلیه، فإنه ما فیه غیر نفسه، و إن کان له مدبر قد جعله اللّه له کتدبیر النفوس الناطقه أبدانها، لم تتدکدک أجسامها، لکن أرواحها حکم فیها ذلک التجلی حکمه فی الجبل، فبعد أن کان قائما بتدبیر الجسد، زال عن قیامه، فظهر حکم الصعق، فی جسد موسى، و ما هو إلا إزاله قیام المدبر خاصه، کما زال الجبل عن وتدیته، فزال حکمه إذ زالت جبلیته، کما زال تدبیر الروح لجسد صاحب الصعق، إذ زال قیامه به، لأن موسى ذو روح له حکم فی مسک الصوره على ما هی علیه، و ما عدا الحیوان فروحه عین حیاته، لا أمر آخر، فکان الصعق لموسى مثل الدک للجبل لاختلاف الاستعداد، إذ لیس للجبل روح یمسک علیه صورته، فزال عن الجبل اسم الجبل، و لم یزل عن موسى بالصعق اسم موسى و لا اسم الإنسان، فأفاق موسى و لم یرجع الجبل جبلا بعد دکه، لأنه لیس له روح یقیمه، فإن حکم الأرواح فی الأشیاء ما هو مثل حکم الحیاه لها، فالحیاه دائمه فی کل شی‏ء، و الأرواح‏ کالولاه، وقتا یتصفون بالعزل، و وقتا یتصفون بالولایه، و وقتا بالغیبه عنها، مع بقاء الولایه، فالولایه ما دام مدبرا لهذا الجسد الحیوانی، و الموت عزله، و النوم غیبته عنه مع بقاء الولایه علیه، و أفاق موسى بعد صعقته و لم یرجع الجبل إلى وتدیته لوجود العوض، و هو غیره من الجبال، و هذا الجسد الخاص ما له مدبر مخلوق سوى هذا الروح، فطلب الجسم من اللّه بالحال مدبره، فرده اللّه إلیه، فهذا سبب عله إفاقه موسى و عدم رجوع الوتدیه للجبل، و لم یرجع الجبل إلى وتدیته لوجود العوض، و هو غیره من الجبال، و هذا الجسد الخاص ما له مدبر مخلوق سوى هذا الروح، فطلب الجسم من اللّه بالحال مدبره، فرده اللّه إلیه، فهذا سبب عله إفاقه موسى و عدم رجوع الوتدیه للجبل، لأن الأرض استغنت عنه بأمثاله، و فی تدکدک الجبل و صعق موسى علیه السلام إشاره لقول العارف: إن المحدث إذا ظهر له القدیم یمحو أثره، إذ لا طاقه للمحدث على رؤیه القدیم، و لهذا جاء الخبر الصحیح الإلهی بأن الحق قد یکون بصر العبد و سمعه، حتى یثبت لظهور الحق فی التجلی أو فی الکلام، أ لا ترى إلى موسى علیه السلام لما کان الحق سمعه ثبت لکلام اللّه فکلمه، فلما وقع التجلی و لم یکن الحق عند ذلک بصر موسى کما کان سمعه صعق و لم یثبت، فلو کان بصره لثبت، و کان اندکاک الجبل عن تجلی الحق لکون روحه ما أوجده اللّه لحفظ الصوره على الجبل مثل الأرواح المدبره،

و إنما أوجده لیکون مسبحا له، فلذلک لم تحفظ علیه صوره الجبلیه، و أثر فیه التجلی جعله دکا، و حفظ روح موسى علیه السلام على موسى فی صعقته عند رؤیه ما رآه الجبل الذی کان حجابا علیه صوره نشأته‏ «فَلَمَّا أَفاقَ» رجع موسى موسى و ما رجع الجبل جبلا، فعلم موسى أنه قد وقع منه ما کان ینبغی له أن لا یقع إلا بأمر إلهی‏ «قالَ سُبْحانَکَ تُبْتُ إِلَیْکَ» لما علم أن اللّه یحب التوابین، قال: رجعت إلیک، أو رجعت إلى الحاله التی لم أکن سألتک فیها الرؤیه، فلا أطلب رؤیتک على الوجه الذی کنت طلبتها به أولا، فإنی قد عرفت ما لم أکن أعلمه منک‏ «وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ» على وجهین:- الوجه الأول- أول المؤمنین بوقوع هذا الجائز، إذ ما تقدم لأحد من هذا النوع الإنسانی أنه سأل ربه رؤیته، و لا أنه رآه، فلذلک ادعى موسى أنه أول المؤمنین، فما انحجب موسى عن ربه، و استصحبته رؤیته إلى أبد الأبد، ثم إن رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلم أعلمنا أنه ما من أحد إلا سیرى ربه و یکلمه کفاحا، و أبان صلّى اللّه علیه و سلم لأمته عن صوره تجلی الحق لعباده، و نحن نعلم قطعا أن ذوق الرسل فوق ذوق الأتباع بما لا یتقارب، فلا تظن أن سؤال موسى رؤیه ربه أنه فاقد للرؤیه التی کانت حاله أبی بکر الصدیق رضی اللّه عنه فی قوله: ما رأیت شیئا إلا رأیت اللّه قبله، هذه الرؤیه ما هی الرؤیه التی طلبها موسى من ربه، فإنها رؤیه حاصله له لعلو مرتبته، فإن ذوق الصادق ما هو ذوق الصدیق، فالرؤیه ثابته بلا شک ذوقا و نقلا لا عقلا، فإن رؤیه اللّه تعالى من محارات العقول، و مما یوقف عندها و لا یقطع علیها بحکم من أحکامها الثلاثه، إذ لیس للأنبیاء و لا للأولیاء علم باللّه یکون عن فکر، قد طهرهم اللّه عن ذلک- الوجه الثانی- «وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ» أی المصدقین بقولک‏ «لَنْ تَرانِی» فإنه ما نزل هذا القول ابتداء إلا علیّ، فأنا أول المؤمنین به، ثم یتبعنی فی الإیمان به من سمعه إلى یوم القیامه، فإنک ما قلت ذلک إلا لی، و هو خبر، فلذلک ألحقه بالإیمان لا بالعلم، و لو لا ما أراد الإیمان بقوله‏ «لَنْ تَرانِی» ما صحت الأولیه، فإن المؤمنین کانوا قبله، و لکن بهذه الکلمه لم یکن، فما ظهر الحق لطالب الرؤیه و لا للجبل، لأنه لو رآه الجبل أو موسى لثبت، و لم یندک و لا صعق، فإنه تعالى الوجود، فلا یعطی إلا الوجود، لأن الخیر کله بیدیه، و الوجود هو الخیر کله، فلما لم یکن مرئیا أثر الصعق و الاندکاک، و لذلک قلنا إن الصعق و الاندکاک کانا عن مقدمه الرؤیه، و من هذه الآیه نفرق بین الرؤیه و المشاهده، فالمشاهده فی حضره التمثل کالتجلی الإلهی فی الدار الآخره الذی ینکرونه، فإذا تحول لهم فی علامه یعرفونه بها أقروا به و عرفوه، و هو عین الأول المنکور، و هو هذا الآخر المعروف، فما أقروا إلا بالعلامه لا به، فالمشاهده شهود الشاهد الذی فی القلب من الحق، و هو الذی قید بالعلامه، و الرؤیه لیست کذلک، و لهذا قال موسى: «رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ» و ما قال أشهدنی، فإنه مشهود له ما غاب عنه، و کیف یغیب عن الأنبیاء و لیس یغیب عن الأولیاء العارفین به؟

فقال له: «لَنْ تَرانِی» و لم یکن الجبل بأکرم على اللّه تعالى من موسى، و إنما أحاله على الجبل لما قد ذکر سبحانه فی قوله: (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَکْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ) و الجبل من الأرض و موسى من الناس فخلق الجبل أکبر من خلق موسى من طریق المعنى، أی نسبه الأرض و السماء إلى جانب الحق أکبر من خلق الناس من حیث ما فیهم من سماء و أرض، فإنها فی السماء و الأرض معنى و صوره، و هما فی الناس معنى لا صوره، و الجامع بین المعنى و الصوره أکبر فی الدلاله ممن انفرد بأحدهما، فجمع الجبل بین الصوره و المعنى، فهو أکبر من جبل موسى المعنوی، فإذا کان الجامع بین الأمرین و هو الأقوى و الأحق باسم الجبل صار دکا عند التجلی، فکیف یکون موسى حیث جبلیته التی هی فیه معنى لا صوره؟ و لما کانت الرؤیه لا تصح إلا لمن یثبت‏ لها إذا وقعت، و الجبل موصوف بالثبوت فی نفسه و بالإثبات لغیره، إذ کان الجبل هو الذی یسکّن مید الأرض، و یقال فلان جبل من الجبال إذا کان یثبت عند الشدائد و الأمور العظام، فلهذا أحاله على الجبل الذی من صفاته الثبوت، فإن ثبت الجبل إذا تجلیت له، فإنک سترانی من حیث ما فیک من ثبوت الجبل.

فرؤیه اللّه لا تطاق‏ فإنها کلها محاق‏
فلو أطاق الشهود خلق‏ أطاقه الأرض و الطباق‏

لهذا قیل لرسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلم: أ رأیت ربک؟ قال نور أنّی أراه- تحقیق- فإن قلت:

إنک تزعم أن أهل اللّه الذین هم أهله لم یزالوا و لا یزالون دنیا و آخره فی مشاهده عینیه و إن اختلفت الصور، فلا یقدح ذلک عندهم، فموسى أحق بهذه الصفه من الولی، و قد سأل الرؤیه، قلنا: قد ثبت عندک إن کنت مؤمنا- و إن لم تکن من أهل الکشف- أن النبی صلّى اللّه علیه و سلم قد أخبر أن اللّه یتجلى فی صوره و یتحول إلى صوره، و أنه یعرف و ینکر، إن کنت مؤمنا لا تشک فی هذا، و أنه قد بیّن أن التجلی فی الصور بحسب قدر المتجلى له، فإذا علمت هذا، تعلم أن موسى قد رأى الحق بما هو متجل للأولیاء، إذ علم أنه یتجلى للأولیاء فی صور مختلفه، لأن موسى ولی للّه، و قد علم ذلک، و مثل هذا فلا یخفى، و إنما سأل التجلی فی الصوره التی لا یدرکها إلا الأنبیاء، و من الأنبیاء من خصه اللّه بمقام لم ینله غیره، کالکلام بارتفاع الوسائط لموسى علیه السلام، فطلب موسى علیه السلام من ربه أن یراه فی تلک الصوره التی یطلبها مقامه، و أما رؤیته إیاه فی الصوره التی یراها الأولیاء فذلک خبره و دیدنه، فإن قلت: قال تعالى: «لَنْ تَرانِی» و لن تنفی الأفعال المستقبله، قلنا: إن الحق ما یتجلى لمخلوق إلا فی صوره المخلوق، إما التی هو علیها فی الحال فیعرفه، أو ما یکون علیها بعد ذلک فینکره، حتى یرى تلک الصوره قد دخل فیها فحینئذ یعرفه، فإن اللّه علمه و علم ما یؤول إلیه، و المخلوق لا یعلم من أحواله إلا ما هو علیه فی الوقت، فالصوره صورتک، فصدق‏ «لَنْ تَرانِی» و اعلم أنه لیس هناک منع بل فیض دائم و عطاء غیر محظور، و لو لم یکن المتجلى له على استعداد أظهر له ذلک الاستعداد هذا المسمى تجلیا، ما صح أن یکون له هذا التجلی، فالحق متجل دائما، و القابل لإدراک هذا التجلی لا یکون إلا باستعداد خاص، و قد صح له ذلک الاستعداد فوقع التجلی فی حقه، و لا یخلو أن یکون له أیضا استعداد البقاء عند التجلی أو لا یکون له ذلک، فإن کان له ذلک فلا بد أن یبقى، و إن لم یکن له، فکان له استعداد قبول التجلی و لم یکن له استعداد البقاء، و لا یصح أن یکون له، فإنه لا بد من اندکاک أو صعق أو فناء أو غیبه أو غشیه، فإنه لا یبقى له مع الشهود غیر ما شهد، فلا تطمع فی غیر مطمع، قال بعضهم: شهود الحق فناء ما فیه لذه لا فی الدنیا و لا فی الآخره، فلیس التفاضل و لا الفضل فی التجلی، و إنما التفاضل و الفضل فیما یعطی اللّه لهذا المتجلى له من الاستعداد، و عین حصول التجلی عین حصول العلم، لا یعقل بینهما بون، و أما التجلی الذی یکون معه البقاء و العقل و الالتذاذ و الخطاب و القبول فذلک التجلی الصوری، و من لم یر غیره ربما حکم على التجلی بذلک مطلقا من غیر تقیید

 

[- إشاره- لم سأل موسى علیه السلام الرؤیه و هو یعجز عن النظر؟]

– إشاره- لم سأل موسى علیه السلام الرؤیه و هو یعجز عن النظر؟ حتى لا یبقى له من المیراث أثر، فإن الرؤیه للنبی محمد صلّى اللّه علیه و سلم، و انظر إلى کثره سواد موسى علیه السلام فی الآخره لقرب نسبته من الرسول علیهما السلام.

[سوره الأعراف (۷): آیه ۱۴۴]

قالَ یا مُوسى‏ إِنِّی اصْطَفَیْتُکَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِی وَ بِکَلامِی فَخُذْ ما آتَیْتُکَ وَ کُنْ مِنَ الشَّاکِرِینَ (۱۴۴)

فشهد اللّه لموسى أنه اصطفاه على الناس برسالاته و بکلامه ثم قال له: «فَخُذْ ما آتَیْتُکَ وَ کُنْ مِنَ الشَّاکِرِینَ» و لا شک أن موسى قد شکر اللّه على نعمه الاصطفاء و نعمه الکلام شکرا واجبا مأمورا به، فیزیده اللّه لشکره نعمه رؤیته إیاه- إشاره- أمره أن یکون من الشاکرین لیزید فی القرب و التمکین.

[سوره الأعراف (۷): آیه ۱۴۵]

وَ کَتَبْنا لَهُ فِی الْأَلْواحِ مِنْ کُلِّ شَیْ‏ءٍ مَوْعِظَهً وَ تَفْصِیلاً لِکُلِّ شَیْ‏ءٍ فَخُذْها بِقُوَّهٍ وَ أْمُرْ قَوْمَکَ یَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها سَأُرِیکُمْ دارَ الْفاسِقِینَ (۱۴۵)

«وَ کَتَبْنا لَهُ فِی الْأَلْواحِ» ألواح موسى‏ «مِنْ کُلِّ شَیْ‏ءٍ» و هو اللوح المحفوظ «مَوْعِظَهً وَ تَفْصِیلًا لِکُلِّ شَیْ‏ءٍ» ففصلت الکتب المنزله مجمل اللوح المحفوظ، و أبانت عن موعظته‏ فاللوح المحفوظ هو المعبر عنه بکل شی‏ء فی الکتاب العزیز من باب الإشاره و التنبیه، تسمیه إلهیه، و منه کتب اللّه کتبه و صحفه المنزله على رسله- إشاره- کان فی ألواح موسى علیه السلام تفصیل کل شی‏ء علم، و لمحمد صلّى اللّه علیه و سلم جوامع الکلم.

رحمه من الرحمن فى تفسیر و اشارات القرآن، ج‏۲، ص: ۱۷۳

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

دکمه بازگشت به بالا
-+=