تفسير ابن عربى (تأويلات عبد الرزاق کاشانی)تفسیر ابن عربی سوره الروم

تفسیر ابن عربى(تأویلات عبد الرزاق) سوره الروم

سوره الروم‏

[۱- ۳]

[سوره الروم (۳۰): الآیات ۱ الى ۳]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ‏

الم (۱) غُلِبَتِ الرُّومُ (۲) فِی أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَیَغْلِبُونَ (۳)

الم‏غُلِبَتِ الرُّومُ‏ الذات الأحدیه مع صفتی العلم و المبدئیه کما ذکر، اقتضت أن روم القوى الروحانیه تکون مغلوبه فی أقرب موضع من أرض النفس الذی هو الصدر، لأن فیض المبدأ یوجب إظهار الخلق و احتجاب الحق به، فکل ما کان أقرب إلى الحق کان مغلوبا بالذی هو أقرب إلى الخلق و ذلک حکم الاسم المبدئ فی مظهر النشأه و تجلیه تعالى به و باسمه الظاهر و اسمه الخالق، و فی الجمله: بما فی حضرته المبدئیه من الأسماء وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ کونهم مغلوبین‏ سَیَغْلِبُونَ‏ على فارس القوى النفسانیه الأعجمیه المحجوبه بالرجوع إلى اللّه، و ظهور الغلب.

 

 

 

[۴- ۵]

[سوره الروم (۳۰): الآیات ۴ الى ۵]

فِی بِضْعِ سِنِینَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ وَ یَوْمَئِذٍ یَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (۴) بِنَصْرِ اللَّهِ یَنْصُرُ مَنْ یَشاءُ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الرَّحِیمُ (۵)

فِی بِضْعِ سِنِینَ‏ من الأطوار التی یکون فیها الترقی إلى الکمال و أوقات الحضور و المقامات و التجلیات.

لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ‏ بحکم اسمه المبدئ‏ وَ مِنْ بَعْدُ بحکم اسمه المعید، یدبّر الأمر من السماء إلى الأرض ثم یعرج إلیه‏ وَ یَوْمَئِذٍ أی: یوم غلبه روم الروحانیات على النفسانیات‏ یَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ‏بِنَصْرِ اللَّهِ‏ و تأییده من الملکوت السماویه و إمدادهم بالأمداد القدسیه یَنْصُرُ مَنْ یَشاءُ من أهل عنایته المستعدّین بها وَ هُوَ الْعَزِیزُ القویّ الغالب على قهر الفارسیین المحجوبین‏ الرَّحِیمُ‏ بإفاضه الأمداد الکمالیه و الأنوار التأییدیه القدسیه على الرومیین الغالبین.

 

 

 

[۶]

[سوره الروم (۳۰): آیه ۶]

وَعْدَ اللَّهِ لا یُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ (۶)

وَعْدَ اللَّهِ‏ فی تکمیل المستعدّین من أهل عنایته‏ لا یُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ‏ لاحتجابهم یحسبون أن هذه الغلبه بقوّتهم و کسبهم، و أنه قد یمکن أنه لا یبلغ المعنی به السعی إلى الکمال لعدم السعی و لا یعرفون أن ذلک المستعدّ أیضا من توفیقه‏ و علامه عنایته تعالى به، و عدم السعی من خذلانه و آیه کونه غیر معنی به، فإن أعمالنا معرّفات لا موجبات.

 

 

 

[۷]

[سوره الروم (۳۰): آیه ۷]

یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاهِ الدُّنْیا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَهِ هُمْ غافِلُونَ (۷)

یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاهِ الدُّنْیا و أنّ وجوه المکاسب منوطه بسعی العباد و تدبیرهم‏ وَ هُمْ‏ عن الباطن و أحوال العالم الروحانی‏ هُمْ غافِلُونَ‏ لا یفطنون أن وراء هذه الحیاه المنقطعه حیاه سرمدیه کما قال: وَ إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَهَ لَهِیَ الْحَیَوانُ لَوْ کانُوا یَعْلَمُونَ‏[۱]، و أنّ وراء تدبیر العباد و سعیهم للّه تعالى تقدیرا و حکما.

 

 

 

[۸- ۱۰]

[سوره الروم (۳۰): الآیات ۸ الى ۱۰]

أَ وَ لَمْ یَتَفَکَّرُوا فِی أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَ أَجَلٍ مُسَمًّى وَ إِنَّ کَثِیراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَکافِرُونَ (۸) أَ وَ لَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَیَنْظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَهُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ کانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّهً وَ أَثارُوا الْأَرْضَ وَ عَمَرُوها أَکْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّناتِ فَما کانَ اللَّهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَ لکِنْ کانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (۹) ثُمَّ کانَ عاقِبَهَ الَّذِینَ أَساؤُا السُّواى‏ أَنْ کَذَّبُوا بِآیاتِ اللَّهِ وَ کانُوا بِها یَسْتَهْزِؤُنَ (۱۰)

أَ وَ لَمْ یَتَفَکَّرُوا فِی أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ‏ سموات الغیوب السبعه و أرض البدن‏ وَ ما بَیْنَهُما من القوى الطبیعیه و الملکوت الأرضیه و الروحانیه، و الملکوت السماویه و الصفات و الأخلاق و غیرها إلا بالحکمه و العدل و ظهور الحق فی مظاهرهم بالصفات على حسب استعداد قبولها لتجلّیه‏ وَ أَجَلٍ مُسَمًّى‏ هو غایه کمال کل منهم و فنائه فی اللّه بمقتضى هویه استعداده الأول حتى یشهدوا بقدر استعدادهم و إلقاء اللّه فیهم بصفاته و ذاته‏ وَ إِنَّ کَثِیراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَکافِرُونَ‏ لاحتجابهم عنه، فیتوهمون أنه لا یکون إلا بالمقابله الصوریه فی عالم آخر باندراج الهویه فی الهویه.

 

 

 

[۱۱]

[سوره الروم (۳۰): آیه ۱۱]

اللَّهُ یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ ثُمَّ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ (۱۱)

اللَّهُ یَبْدَؤُا الْخَلْقَ‏ بإظهار الفرس على الروم‏ ثُمَّ یُعِیدُهُ‏ بإظهار الروم على الفرس‏ ثُمَّ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ‏ بالفناء فیه.

 

 

 

[۱۲- ۱۶]

[سوره الروم (۳۰): الآیات ۱۲ الى ۱۶]

وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَهُ یُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (۱۲) وَ لَمْ یَکُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَکائِهِمْ شُفَعاءُ وَ کانُوا بِشُرَکائِهِمْ کافِرِینَ (۱۳) وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَهُ یَوْمَئِذٍ یَتَفَرَّقُونَ (۱۴) فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِی رَوْضَهٍ یُحْبَرُونَ (۱۵) وَ أَمَّا الَّذِینَ کَفَرُوا وَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا وَ لِقاءِ الْآخِرَهِ فَأُولئِکَ فِی الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (۱۶)

وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَهُ بوقوع القیامه الصغرى‏ یُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ‏ عن رحمه اللّه و تحیّرهم فی العذاب، غیر قابلین للرحمه، أو القیامه الکبرى بظهور المهدیّ و قهرهم تحت سطوته و حرمانهم من رحمته، و حینئذ یتفرّق الناس بتمیز المؤمن عن الکافر.

 

 

 

[۱۷- ۱۸]

[سوره الروم (۳۰): الآیات ۱۷ الى ۱۸]

فَسُبْحانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ (۱۷) وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ (۱۸)

فَسُبْحانَ اللَّهِ‏ أن یکون غیره فی الوجود و الصفه و الفعل و التأثیر حِینَ تُمْسُونَ‏ بغلبه ظلمه الفرس على نور الروم‏ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ‏ عند ظهور نورهم على ظلمه الفرس‏ وَ لَهُ الْحَمْدُ بظهور صفات کماله و تجلیات جماله فی سموات الغیوب السبعه وقت إصباح غلبه نور الروحانیات على ظلمات النفسانیات و قرب طلوع شمس الروح، و بظهور وقت إصباح غلبه نور الروحانیات على ظلمات النفسانیات و قرب طلوع شمس الروح، و بظهور صفات جلاله فی أرض البدن عند إمساء غلبه ظلمه النفسانیات على نور الروحانیات‏ وَ عَشِیًّا وقت فنائهم و غیبه شمس الروح فی الذات‏ وَ حِینَ تُظْهِرُونَ‏ فی البقاء بعد الفناء عند الاستقامه و الاستواء.

 

 

 

[۱۹- ۲۰]

[سوره الروم (۳۰): الآیات ۱۹ الى ۲۰]

یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ کَذلِکَ تُخْرَجُونَ (۱۹) وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (۲۰)

یُخْرِجُ‏ حیّ القلب من میت النفس بالإعاده وقت الإصباح و یُخْرِجُ‏ میت النفس من حیّ القلب فی الإبداء عند الإمساء وَ یُحْیِ‏ أرض البدن حینئذ وَ کَذلِکَ تُخْرَجُونَ‏ فی النشأه الثانیه.

 

 

 

[۲۱- ۲۳]

[سوره الروم (۳۰): الآیات ۲۱ الى ۲۳]

وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً لِتَسْکُنُوا إِلَیْها وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّهً وَ رَحْمَهً إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ (۲۱) وَ مِنْ آیاتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِکُمْ وَ أَلْوانِکُمْ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِلْعالِمِینَ (۲۲) وَ مِنْ آیاتِهِ مَنامُکُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ ابْتِغاؤُکُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَسْمَعُونَ (۲۳)

وَ مِنْ آیاتِهِ‏ أی: من أفعاله و صفاته التی یتوصل بها إلى ذاته معرفه و سلوکا أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً أی: خلق لکم من النفوس أزواجا للأرواح‏ لِتَسْکُنُوا إِلَیْها و ترکنوا و تمیلوا نحوها بالمودّه و التأثیر و التأثر وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ‏ من الجانبین المودّه و الرحمه فتودّ النفس نور الروح و تأثیره بالقبول و التأثر، فتسکن عن الطیش و تتصفى فیرحمها اللّه بولد القلب فی مشیمه الاستعداد برّا بها، فتهتدی ببرکته و تتخلق بأخلاقه فتفلح، و تودّ الروح النفس بالتأثیر فیها و إفاضه النور علیها فیرحمه اللّه بالولد المبارک برّا، عطوفا، فیرتقی ببرکته و یظهر به کماله‏ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ‏ صفات و کمالات‏ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ‏ فی أنفسهم و ذواتهم و ما جبلت علیها و أودعت فیها وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِکُمْ‏ من لسان النفس و القلب و السرّ و الروح‏ و الخفاء بکل مقال فی کل مقام، فإنه لا ینحصر وجوه اختلافات هذه الألسن‏ وَ أَلْوانِکُمْ‏ تلوّناتکم و تلویناتکم فی السموات السبع و الأرض‏ لَآیاتٍ‏ من تجلّیات الصفات و الأفعال للعلماء العارفین فی مراتب علومهم‏ مَنامُکُمْ‏ غفلتکم فی لیل النفس و نهار القلب بظهور صفاتها وَ ابْتِغاؤُکُمْ مِنْ فَضْلِهِ‏ بالترقی فی الکمالات و اکتساب الأخلاق و المقامات‏ یَسْمَعُونَ‏ کلام الحق بسمع القلب، فیفهمون معناه بحسب مقاماتهم فی الأطوار.

 

 

 

[۲۴- ۲۶]

[سوره الروم (۳۰): الآیات ۲۴ الى ۲۶]

وَ مِنْ آیاتِهِ یُرِیکُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ یُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَیُحْیِی بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ (۲۴) وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاکُمْ دَعْوَهً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (۲۵) وَ لَهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ کُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (۲۶)

یُرِیکُمُ‏ برق اللوامع و الطوالع فی البدایات، خائفین من انقضاضها و خفوقها و بقائکم فی الظلمه بفواتها، و طامعین فی رجوعها و مزیدکم بها، و ینزل میاه الواردات و المکاشفات بعدها من سماء الروح و سحاب السکینه، فیحیی بها أراضی النفوس و الاستعدادات الهامده بعد موتها بالجهل‏ یَعْقِلُونَ‏ بمطاوعه نفوسهم للدواعی العقلیه معانی الواردات و ما یصلحهم من الحکم و المعقولات.

 

 

 

[۲۷- ۲۹]

[سوره الروم (۳۰): الآیات ۲۷ الى ۲۹]

وَ هُوَ الَّذِی یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَیْهِ وَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى‏ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ (۲۷) ضَرَبَ لَکُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِکُمْ هَلْ لَکُمْ مِنْ ما مَلَکَتْ أَیْمانُکُمْ مِنْ شُرَکاءَ فِی ما رَزَقْناکُمْ فَأَنْتُمْ فِیهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ کَخِیفَتِکُمْ أَنْفُسَکُمْ کَذلِکَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ (۲۸) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَیْرِ عِلْمٍ فَمَنْ یَهْدِی مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِینَ (۲۹)

وَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى‏ أی: الوصف الأعلى بالفردانیه فی الوجود و الوحده الذاتیه، و ما أحسن قول مجاهد فی معناه أنه: لا إله إلا هو.

 

 

 

[۳۰- ۳۱]

[سوره الروم (۳۰): الآیات ۳۰ الى ۳۱]

فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنِیفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْها لا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِکَ الدِّینُ الْقَیِّمُ وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ (۳۰) مُنِیبِینَ إِلَیْهِ وَ اتَّقُوهُ وَ أَقِیمُوا الصَّلاهَ وَ لا تَکُونُوا مِنَ الْمُشْرِکِینَ (۳۱)

فَأَقِمْ وَجْهَکَ‏ لدین التوحید و هو طریق الحق تعالى، و لذلک أطلق من غیر إضافه أی: هو الدین مطلقا و ما سواه لیس بدین لانقطاعه دون الوصول إلى المطلوب، و الوجه هو الذات الموجوده مع جمیع لوازمها و عوارضها، و إقامته للدین تجریده عن کل ما سوى الحق قائما بالتوحید و الوقوف مع الحق غیر ملتفت إلى نفسه و لا إلى غیره فیکون سیره حینئذ سیرا للّه و دینه و طریقته اللذان هو علیهما دین اللّه و طریقته إذ لا یرى غیره موجودا حَنِیفاً مائلا منحرفا عن الأدیان الباطله التی هی طرق الأغیار و الأنداد لمن أثبت غیره فأشرکه باللّه‏ فِطْرَتَ اللَّهِ‏ أی: الزموا فطره اللّه، و هی الحاله التی فطرت الحقیقه الإنسانیه علیها من الصفاء و التجرّد فی الأزل و هی الدین القیّم أزلا و أبدا، لا یتغیر و لا یتبدّل عن الصفاء الأول، و محض التوحید الفطری. و تلک الفطره الأولى لیست إلا من الفیض الأقدس الذی هو عین الذات، من بقی علیها لم یمکن انحرافه عن التوحید و احتجابه عن الحق، إنما یقع الانحراف و الاحتجاب من غواشی النشأه و عوارض الطبیعه عند الخلقه أو التربیه و العاده.

أما الأول‏ فلقوله علیه السلام فی الحدیث الربانی: «کل عبادی خلقت حنفاء فاحتالتهم الشیاطین عن دینهم و أمروهم أن یشرکوا بی غیری».

و أما الثانی‏ فلقوله صلى اللّه علیه و سلم: «کل مولود یولد على الفطره حتى یکون أبواه هما اللذان یهوّدانه و ینصرّانه»، لا أن تتغیر تلک الحقیقه فی نفسها عن الحاله الذاتیه فإنه محال، و ذلک معنى قوله: لا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِکَ الدِّینُ الْقَیِّمُ وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ‏ تلک الحقیقه مُنِیبِینَ إِلَیْهِ‏ حال من الضمیر المتصل فی: الزموا المقدّر، أی:

الزموا تلک الفطره المخصوصه باللّه منیبین إلیه من جمیع الأغیار المتوهم وجودها من قبل شیاطین الوهم و الخیال و أدیانها الباطله بالتجرّد عن الغواشی الجبلیه و العوارض البدنیه و الهیئات الطبیعیه و الصفات النفسانیه إلى الحق و دینه‏ وَ اتَّقُوهُ‏ بعد الإنابه إلیه بتجرید الفطره بالفناء فیه‏ وَ أَقِیمُوا الصَّلاهَ الشهود الذاتی‏ وَ لا تَکُونُوا مِنَ الْمُشْرِکِینَ‏ ببقیه الفطره و ظهور الأنانیه فی مقامها مِنَ الَّذِینَ‏ فارقوا دینهم الحقیقی بسقوطهم عن الفطره و احتجابهم بحجب النشأه و العاده وَ کانُوا شِیَعاً فرقا مختلفه لوقوف کل أحد مع حجابه و اختلاف حجبهم و تفریق الشیطان إیاهم فی أودیه صفات النفس، فبعضهم على دین البهائم، و بعضهم على دین السباع، و بعضهم على دین الهوى، و بعضهم على دین الشیطان خاصه، و أنواع الشیاطین لا تنحصر فکذا الأدیان.

 

 

 

[۳۲- ۶۰]

[سوره الروم (۳۰): الآیات ۳۲ الى ۶۰]

مِنَ الَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ وَ کانُوا شِیَعاً کُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَیْهِمْ فَرِحُونَ (۳۲) وَ إِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِیبِینَ إِلَیْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَهً إِذا فَرِیقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ یُشْرِکُونَ (۳۳) لِیَکْفُرُوا بِما آتَیْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (۳۴) أَمْ أَنْزَلْنا عَلَیْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ یَتَکَلَّمُ بِما کانُوا بِهِ یُشْرِکُونَ (۳۵) وَ إِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَهً فَرِحُوا بِها وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَیِّئَهٌ بِما قَدَّمَتْ أَیْدِیهِمْ إِذا هُمْ یَقْنَطُونَ (۳۶)

أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنَّ اللَّهَ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَقْدِرُ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ (۳۷) فَآتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ وَ الْمِسْکِینَ وَ ابْنَ السَّبِیلِ ذلِکَ خَیْرٌ لِلَّذِینَ یُرِیدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (۳۸) وَ ما آتَیْتُمْ مِنْ رِباً لِیَرْبُوَا فِی أَمْوالِ النَّاسِ فَلا یَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَ ما آتَیْتُمْ مِنْ زَکاهٍ تُرِیدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (۳۹) اللَّهُ الَّذِی خَلَقَکُمْ ثُمَّ رَزَقَکُمْ ثُمَّ یُمِیتُکُمْ ثُمَّ یُحْیِیکُمْ هَلْ مِنْ شُرَکائِکُمْ مَنْ یَفْعَلُ مِنْ ذلِکُمْ مِنْ شَیْ‏ءٍ سُبْحانَهُ وَ تَعالى‏ عَمَّا یُشْرِکُونَ (۴۰) ظَهَرَ الْفَسادُ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما کَسَبَتْ أَیْدِی النَّاسِ لِیُذِیقَهُمْ بَعْضَ الَّذِی عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ (۴۱)

قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَهُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلُ کانَ أَکْثَرُهُمْ مُشْرِکِینَ (۴۲) فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ الْقَیِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ یَوْمَئِذٍ یَصَّدَّعُونَ (۴۳) مَنْ کَفَرَ فَعَلَیْهِ کُفْرُهُ وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمْهَدُونَ (۴۴) لِیَجْزِیَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْکافِرِینَ (۴۵) وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ یُرْسِلَ الرِّیاحَ مُبَشِّراتٍ وَ لِیُذِیقَکُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَ لِتَجْرِیَ الْفُلْکُ بِأَمْرِهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ (۴۶)

وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ رُسُلاً إِلى‏ قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَیِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِینَ أَجْرَمُوا وَ کانَ حَقًّا عَلَیْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِینَ (۴۷) اللَّهُ الَّذِی یُرْسِلُ الرِّیاحَ فَتُثِیرُ سَحاباً فَیَبْسُطُهُ فِی السَّماءِ کَیْفَ یَشاءُ وَ یَجْعَلُهُ کِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ یَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ (۴۸) وَ إِنْ کانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ یُنَزَّلَ عَلَیْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِینَ (۴۹) فَانْظُرْ إِلى‏ آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ کَیْفَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِکَ لَمُحْیِ الْمَوْتى‏ وَ هُوَ عَلى‏ کُلِّ شَیْ‏ءٍ قَدِیرٌ (۵۰) وَ لَئِنْ أَرْسَلْنا رِیحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ یَکْفُرُونَ (۵۱)

فَإِنَّکَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى‏ وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِینَ (۵۲) وَ ما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْیِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ یُؤْمِنُ بِآیاتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (۵۳) اللَّهُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّهً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّهٍ ضَعْفاً وَ شَیْبَهً یَخْلُقُ ما یَشاءُ وَ هُوَ الْعَلِیمُ الْقَدِیرُ (۵۴) وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَهُ یُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَیْرَ ساعَهٍ کَذلِکَ کانُوا یُؤْفَکُونَ (۵۵) وَ قالَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِیمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِی کِتابِ اللَّهِ إِلى‏ یَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا یَوْمُ الْبَعْثِ وَ لکِنَّکُمْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (۵۶)

فَیَوْمَئِذٍ لا یَنْفَعُ الَّذِینَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَ لا هُمْ یُسْتَعْتَبُونَ (۵۷) وَ لَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِی هذَا الْقُرْآنِ مِنْ کُلِّ مَثَلٍ وَ لَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآیَهٍ لَیَقُولَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ (۵۸) کَذلِکَ یَطْبَعُ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ (۵۹) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لا یَسْتَخِفَّنَّکَ الَّذِینَ لا یُوقِنُونَ (۶۰)

کُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَیْهِمْ فَرِحُونَ‏ أی: من المفارقین الدین الحقیقیّ المتفرّقین شیعا مختلفه کل حزب عند تکدّر الفطره و تکاثف الحجاب یفرح بما یقتضیه استعداده من الحجاب لکونه مقتضى طبیعه حجابه، فیناسب حاله من الاستعداد الغالب و الفرح إنما یکون بإدراک الملائم من حیث هو ملائم و ذلک ملائم فی الحال بحسب الاستعداد العارضی و إن لم یلائم فی الحقیقه بحسب الاستعداد الأصلیّ، و لهذا یجب به التعذیب عند زوال العارض.


[۱] ( ۱) سوره العنکبوت، الآیه: ۶۴.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

دکمه بازگشت به بالا
-+=