تفسير ابن عربى (تأويلات عبد الرزاق کاشانی)تفسیر ابن عربی سوره يونس

تفسیر ابن عربى(تأویلات عبد الرزاق) سوره یونس (علیه السلام)

سوره یونس (علیه السلام)

[۱- ۳]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۱ الى ۳]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ‏

الر تِلْکَ آیاتُ الْکِتابِ الْحَکِیمِ (۱) أَ کانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَیْنا إِلى‏ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْکافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِینٌ (۲) إِنَّ رَبَّکُمُ اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّهِ أَیَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ یُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِیعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِکُمُ اللَّهُ رَبُّکُمْ فَاعْبُدُوهُ أَ فَلا تَذَکَّرُونَ (۳)

الر إشاره إلى الرحمه التی هی الذات المحمدیه لقوله تعالى: وَ ما أَرْسَلْناکَ إِلَّا رَحْمَهً لِلْعالَمِینَ (۱۰۷)[۱]، و (ا ل) مرّ ذکرهما تِلْکَ‏ أی: ما أشیر إلیه بهذه الحروف أرکان کتاب الکل ذی الحکمه أو المحکم المتقن تفاصیله أو أقسم باللّه باعتبار الهویه الأحدیه جمعا و باعتبار الصفه الواحدیه تفصیلا فی باطن الجبروت و ظاهر الرحموت على ما ذکر أو على أن تلک الآیات المذکوره فی السوره آیاتُ الْکِتابِ‏ ذی الحکمه أَ کانَ لِلنَّاسِ عَجَباً إلى آخره، أنکر عجبهم لکون سنّه اللّه جاریه أبدا على هذا الأسلوب فی الإیحاء على الرجال و إنما کان تعجبهم لبعدهم عن مقامه و عدم مناسبه حالهم لحاله و منافاه ما جاء به لما اعتقدوه‏ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ‏ أی: سابقه بحسب العنایه الأولى عظیمه أو مقاما من قربه لیس لأحد مثله خصصهم اللّه به فی الأزل بمحض الاجتباء و إلا لما آمنوا به‏ قالَ الْکافِرُونَ‏ الذین حجبوا عن اللّه فلم یطلعوا على ظهور صفاته فی النفس المحمدیه إِنَّ هذا الذی جاء به‏ لَساحِرٌ مُبِینٌ‏ أی: شی‏ء خارج عن قدره البشر لیس إلا من عمل الشیاطین. قالوا ذلک لغلبه الشیطنه علیهم و احتجابهم بها عن اللّه و عبادتهم الشیطان بحیث لم یصلوا إلى طور من الروحانیات وراءه فی القدره، فلذلک نسبوا ما تجاوز عن حدّ البشریه إلیه بالطبع.

یُدَبِّرُ أمر السموات و الأرضین على وفق حکمته بید قدرته‏ ما مِنْ شَفِیعٍ‏ یشفع لأحد بإفاضه کمال و إمداد نور یقربه إلى اللّه و ینجیه من ظلمات النفس و یطهره من رجز صفاتها إِلَّا مِنْ بَعْدِ أن یأذن بموهبه الاستعداد ثم بتوفیق الأسباب‏ ذلِکُمُ‏ الموصوف بهذه الصفات‏ اللَّهُ رَبُّکُمْ‏ الذی یربیکم و یدبر أمرکم، فخصصوه بالعباده و اعرفوه بهذه الصفات و لا تعبدوا الشیطان و لا تحتجبوا عنه ببعض صفاته، فتنسبوا قوله و فعله إلى الشیطان‏ أَ فَلا تَذَکَّرُونَ‏ ما فی أنفسکم من آیاته فتتفکروا فیها و تنزجروا عن الشرک به.

 

 

 

[۴]

[سوره یونس (۱۰): آیه ۴]

إِلَیْهِ مَرْجِعُکُمْ جَمِیعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ لِیَجْزِیَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ وَ الَّذِینَ کَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِیمٍ وَ عَذابٌ أَلِیمٌ بِما کانُوا یَکْفُرُونَ (۴)

إِلَیْهِ مَرْجِعُکُمْ جَمِیعاً بالعود إلى عین الجمع المطلق فی القیامه الصغرى کما هو الآن أو إلى عین جمع الذات بالفناء فیه عند القیامه الکبرى.

وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ یَبْدَؤُا الْخَلْقَ‏ فی النشأه الأولى‏ ثُمَّ یُعِیدُهُ‏ فی النشأه الثانیه لِیَجْزِیَ‏ المؤمن و الکافر على حسب إیمانهم و عملهم الصالح و کفرهم و عملهم الفاسد و هذا على التأویل الأول، و على الثانی: یبدأ الخلق باختفائه و إظهارهم ثم یعیدهم بإفنائهم و ظهوره لیجزی الذین آمنوا به و عملوا الصالحات ما یصلحهم للقائه من الأعمال الرافعه لحجبهم المقربه إیاهم‏ بِالْقِسْطِ بحسب ما بلغوا من المقامات بأعمالهم من مواهبه الحالیه و الذوقیه التی یقتضیها مقامهم و شوقهم، أو لیجزی الذین آمنوا الإیمان الحقیقی و عملوا باللّه الأعمال التی تصلح العباد، أی جزاء بالتکمیل بقسطهم أی بسبب عدلهم فی زمان الاستقامه أو جزاء بحسب رتبتهم و مقامهم فی الاستقامه وَ الَّذِینَ‏ حجبوا فی أی مقام کان‏ لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِیمٍ‏ لجهلهم بما فوقه و شکهم و اضطرابهم إذ لو وصلوا إلى الیقین لذاقو برده‏ وَ عَذابٌ أَلِیمٌ‏ من الحرمان و الهجران و فقدان روح الوجدان بسبب احتجابهم.

 

 

 

[۵]

[سوره یونس (۱۰): آیه ۵]

هُوَ الَّذِی جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً وَ قَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِینَ وَ الْحِسابَ ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِکَ إِلاَّ بِالْحَقِّ یُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ (۵)

هُوَ الَّذِی جَعَلَ‏ شمس الروح ضیاء الوجود و قمر القلب نوره و قدر مسیره فی سلوکه‏ مَنازِلَ‏ و مقامات‏ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ سنی مراتبکم و أطوارکم فی السیر إلى اللّه و فی اللّه و حساب درجاتکم و مواقع أقدامکم فی کل مقام و مرتبه.

 

 

 

[۶- ۹]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۶ الى ۹]

إِنَّ فِی اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَّقُونَ (۶) إِنَّ الَّذِینَ لا یَرْجُونَ لِقاءَنا وَ رَضُوا بِالْحَیاهِ الدُّنْیا وَ اطْمَأَنُّوا بِها وَ الَّذِینَ هُمْ عَنْ آیاتِنا غافِلُونَ (۷) أُولئِکَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ (۸) إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ یَهْدِیهِمْ رَبُّهُمْ بِإِیمانِهِمْ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ (۹)

إِنَّ فِی اخْتِلافِ‏ لیل غلبه ظلمه النفس على القلب و نهار إشراق ضوء الروح علیه و ما خلق اللّه فی سموات الأرواح و أرض الأجساد لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَّقُونَ‏ حجب صفات النفس الأماره و بلغوا إلى رتبه النفس اللوامه فتعرفوا تلک الآیات.

 

 

 

[۱۰]

[سوره یونس (۱۰): آیه ۱۰]

دَعْواهُمْ فِیها سُبْحانَکَ اللَّهُمَّ وَ تَحِیَّتُهُمْ فِیها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (۱۰)

دَعْواهُمْ فِیها أی: دعاؤهم الاستعدادی فی الجنات الثلاث التی یهدیهم اللّه إلیها بحسب نور إیمانهم‏ سُبْحانَکَ‏ أی: تنزیهه فی الأولى عن الشرک فی الأفعال بالبراءه عن حولهم و قوّتهم، و فی الثانیه: عن الشرک فی الصفات بالانسلاخ عن صفاتهم، و فی الثالثه عن الشرک فی الوجود بفنائهم‏ وَ تَحِیَّتُهُمْ فِیها أی: تحیه بعضهم لبعض فی کل مرتبه منها إفاضه أنوار التزکیه و إمداد التصفیه من بعضهم على بعض، أو تحیه اللّه لهم فیها إشراقات التجلیات و إمداد التجرید و إزاله الآفات من الحق تعالى علیهم‏ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ‏ أی: آخر ما یقتضی استعداداتهم و سؤال اللّه تعالى بالطلب و الاستفاضه قیامهم باللّه فی ظهور کمالاته و صفات جلاله و جماله علیهم الذی هو الحمد الحقیقی منه و له و تخصیص ذلک الحمد به مجملا ثم مفصلا أولا باعتبار هویته المطلقه، ثم باعتبار ربوبیته للعالمین.

 

 

 

[۱۱- ۱۸]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۱۱ الى ۱۸]

وَ لَوْ یُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَیْرِ لَقُضِیَ إِلَیْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِینَ لا یَرْجُونَ لِقاءَنا فِی طُغْیانِهِمْ یَعْمَهُونَ (۱۱) وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا کَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ کَأَنْ لَمْ یَدْعُنا إِلى‏ ضُرٍّ مَسَّهُ کَذلِکَ زُیِّنَ لِلْمُسْرِفِینَ ما کانُوا یَعْمَلُونَ (۱۲) وَ لَقَدْ أَهْلَکْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِکُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّناتِ وَ ما کانُوا لِیُؤْمِنُوا کَذلِکَ نَجْزِی الْقَوْمَ الْمُجْرِمِینَ (۱۳) ثُمَّ جَعَلْناکُمْ خَلائِفَ فِی الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ کَیْفَ تَعْمَلُونَ (۱۴) وَ إِذا تُتْلى‏ عَلَیْهِمْ آیاتُنا بَیِّناتٍ قالَ الَّذِینَ لا یَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَیْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما یَکُونُ لِی أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِی إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما یُوحى‏ إِلَیَّ إِنِّی أَخافُ إِنْ عَصَیْتُ رَبِّی عَذابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ (۱۵)

قُلْ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَیْکُمْ وَ لا أَدْراکُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِیکُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ (۱۶) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ کَذِباً أَوْ کَذَّبَ بِآیاتِهِ إِنَّهُ لا یُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (۱۷) وَ یَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا یَضُرُّهُمْ وَ لا یَنْفَعُهُمْ وَ یَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَ تُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا یَعْلَمُ فِی السَّماواتِ وَ لا فِی الْأَرْضِ سُبْحانَهُ وَ تَعالى‏ عَمَّا یُشْرِکُونَ (۱۸)

وَ لَوْ یُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ إلى آخره، لما کانت الاستعدادات مفطوره على الخیر الإضافی الصوری أو المعنوی بحسب درجاتها فی الأزل کان کل دعاء منها و طلب للخیر بتهیئه قابلیتها و تصفیتها و شوقها إلیه یوجب حصول ذلک له عاجلا و فیضانه علیه من المبدأ الفیاض الذی هو منبع الخیرات و البرکات کقوله تعالى: وَ آتاکُمْ مِنْ کُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ‏[۲] و کلما فاض علیه خیر باستحقاقه له لوجود تصفیه و تزکیه زاد استعداده بانضمام هذا الخیر إلیه، فصار أقوى و أقبل من الأول فیکون المبدأ تعالى أسرع إجابه له و أکثر إفاضه علیه و على هذا یزداد الاستعداد فیزداد الفیض حتى یبلغ مداه و هو معنى تضاعف الحسنات.

و معنى قوله:مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَهِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها*[۳]. و أما الشرور فلیست إلا حجب الاستعداد و موانع القبول و حواجز الفیض، فلما حصلت ما وقع بسببها إلا عدم القبول للخیرات فمنعت فیضانها و بقی الاستعداد فی حجاب ما حصل منها لیس إلا، و إن اقتضى بحسب المناسبه فیضان الشرّ فلیس فی فیض المبدأ ما یجانسه فلا یفیض علیه شی‏ء من جنسه، و هذا معنى قوله تعالى: وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَهِ فَلا یُجْزى‏ إِلَّا مِثْلَها[۴] اللهم إلا إذا أفرط و تجاوز حدّ الرحمه و أزال الاستعداد بالکلیه فناسب الشیطنه و استمدّ من عالمها، کما قال تعالى: هَلْ أُنَبِّئُکُمْ عَلى‏ مَنْ تَنَزَّلُ الشَّیاطِینُ (۲۲۱) تَنَزَّلُ عَلى‏ کُلِّ أَفَّاکٍ أَثِیمٍ (۲۲۲)[۵]، لَقُضِیَ إِلَیْهِمْ‏ لقطع مدى استعدادهم فانقطع مدد الحیاه الحقیقیه عنهم و مدد الخیر عن استعدادهم بالکلیه و أزیل إمکان التصفیه منه لاقتضائه الشرّ، فلم یصل إلیهم بعد ذلک خیر صوری و لا معنوی و لکن یمهلهم ما بقی فیهم أدنى مسکه من استعدادهم و إمکان قبول لأدنى خیر.

فَنَذَرُ الَّذِینَ لا یَرْجُونَ لِقاءَنا من جملتهم، أی: لا یرفعون رأسا من انهماکهم فی الشرور و لا یتوقعون نورا من أنوارنا و لا یتنبهون قط من غفلتهم بالرجوع إلینا و طلب رحمتنا فِی طُغْیانِهِمْ‏ و تمادیهم فی الشرور یتحیرون و ینقطع مدد الخیرات الصوریه التی یسألها استعدادهم بلسان حاله عنهم حتى یزول بانغماسهم و انهماکهم فی الطبیعیات نور استعدادهم بالکلیه لحصول الرین و یحق الطمس، فنکسوا على رؤوسهم إلى أسفل سافلین.

 

 

 

[۱۹- ۲۰]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۱۹ الى ۲۰]

وَ ما کانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّهً واحِدَهً فَاخْتَلَفُوا وَ لَوْ لا کَلِمَهٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّکَ لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ فِیما فِیهِ یَخْتَلِفُونَ (۱۹) وَ یَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَیْهِ آیَهٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَیْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّی مَعَکُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِینَ (۲۰)

وَ ما کانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّهً واحِدَهً على الفطره التی فطر اللّه الناس علیها، متوجهین إلى الوحده، متنوّرین بنور الهدایه الأصلیه فَاخْتَلَفُوا بمقتضیات النشأه و اختلاف الأمزجه و الأهویه و العادات و المخالطات. وَ لَوْ لا کَلِمَهٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّکَ‏ أی: قضاء سبق فی الأزل بتعیین الآجال و الأرزاق و تمادی کل واحد من الشقی و السعید إلى حیث قدر له فیما یزاوله‏ لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ فِیما فِیهِ یَخْتَلِفُونَ‏ عاجلا و لمیز السعید من الشقی، و الحق من الباطل من أدیانهم و مللهم و لکن حکمه اللّه اقتضت أن یبلغ کل منهم و جهته التی ولى وجهه إلیها بأعماله التی یزاولها هو و إظهار ما خفی فی نفسه.

 

 

 

[۲۱- ۲۴]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۲۱ الى ۲۴]

وَ إِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَهً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَکْرٌ فِی آیاتِنا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَکْراً إِنَّ رُسُلَنا یَکْتُبُونَ ما تَمْکُرُونَ (۲۱) هُوَ الَّذِی یُسَیِّرُکُمْ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ حَتَّى إِذا کُنْتُمْ فِی الْفُلْکِ وَ جَرَیْنَ بِهِمْ بِرِیحٍ طَیِّبَهٍ وَ فَرِحُوا بِها جاءَتْها رِیحٌ عاصِفٌ وَ جاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ کُلِّ مَکانٍ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِیطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ لَئِنْ أَنْجَیْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَکُونَنَّ مِنَ الشَّاکِرِینَ (۲۲) فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ یَبْغُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْیُکُمْ عَلى‏ أَنْفُسِکُمْ مَتاعَ الْحَیاهِ الدُّنْیا ثُمَّ إِلَیْنا مَرْجِعُکُمْ فَنُنَبِّئُکُمْ بِما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (۲۳) إِنَّما مَثَلُ الْحَیاهِ الدُّنْیا کَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا یَأْکُلُ النَّاسُ وَ الْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّیَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَیْها أَتاها أَمْرُنا لَیْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِیداً کَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ کَذلِکَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ (۲۴)

وَ إِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَهً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ قد مرّ أن أنواع البلاء من الضراء و البأساء و صنوف اللأواء تکسر شرّه النفس، و تلطف القلب بکشف حجب صفات النفس و ترقیق کثافات الطبع و رفع غشاوات الهوى، فلذا تنزع قلوبهم بالطبع إلى مبدئها فی تلک الحاله لرجوعها إلى مقتضى فطرتها حینئذ و عودها إلى نوریتها الأصلیه و قوتها الفطریه و میلها إلى العروج الذی هو فی سنخها لزوال المانع بل المیل إلى الجهه العلویه و المبادئ النوریه مفطور فی طباع القوى الملکوتیه کلها.

حتى النفس الحیوانیه لو تزکّت عن الهیئات البدنیه الظلمانیه فإن التسفل من العوارض الجسمانیه حتى أن البهائم و الوحوش إذا اشتدت الحال علیها فی أوقات المحل و أیام الجدب اجتمعت رافعه رؤوسها إلى السماء کأن ملکوتها یشعر بنزول الفیض من الجهه العلویه فتستمدّ منها فکذا إذا توافرت على الناس النعم الظاهره و تکاملت علیهم الأمداد الطبیعیه و المرادات الجسمانیه قویت النفس من مدد الجهه السفلیه و استطالت قواها بالترفع على القلب و تکاثف الحجاب و غلظ و تسلط الهوى و غلب، و صارت السلطنه للطبیعه الجسمانیه، و ارتکمت الهیئات البدنیه الظلمانیه فتشکل القلب بهیئه النفس و قسا و غلظ و طغى، و أبطرته النعمه فکفر و عمى و مال إلى الجهه السفلیه لبعده عن الهیئه النوریه حینئذ.

و بقدر استیلاء النفس على القلب یستولی الوهم على العقل، فتستولی الشیطنه لکون القوه العاقله أسیره فی قید الوهم مأموره له یستعملها فی مطالبه و یستسعیها فی مآربه من تحصیل لذات النفس و إمدادها من عالم الرجس و تقویه صفاتها بأهب عالم الطبع و عدد مواد الحظ بالفکر، فیحتجب القلب بالرین عن قبول صفات الحق بالکلیه، و ذلک معنى قوله: إِذا لَهُمْ مَکْرٌ فِی آیاتِنا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَکْراً بإخفاء القهر الحقیقی فی هذا اللطف الصوری و تعبیه عذاب نیران الحرمان و حیات هیئات الرذائل و العقارب السود و لباس القطران فی هذه الرحمه الظاهره.

إِنَّ رُسُلَنا یَکْتُبُونَ ما تَمْکُرُونَ‏ قد علمت أن الملکوت السماویه تنتقش بکل حادثه تقع فی هذا العالم فکل عمل حسن أو قبیح یصدر عن أحد فقد کتب علیه فی تلک الألواح و قد اتصل ملکوت کل بدن بتلک المبادئ الملکوتیه فمتى هممنا بحسنه أو سیئه ارتسمت صورته فی ملکوت أبداننا على سبیل الخاطر أولا ثم أخذنا فی الفکر فیه، فإن استحکم النقش و انبعثت منه العزیمه حتى امتثلنا الخاطر الأول بالإراده الجازمه انطبع بإقدامنا على الفعل إلا أنه إن کان حسنه انطبع فی الحال فی جهه القلب التی تلی الروح و لوح الفؤاد المنوّر بنوره و کتبته القوه العاقله العملیه التی هی صاحب الیمین من الملکین الموکلین المشار إلیهما بقوله تعالى: عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِیدٌ[۶] إذ الفؤاد هو الجانب الأقوى منه و إن کان سیئه لا ینطبع فی الحال لبعد الهیئه الظلمانیه من القلب و عدم مناسبته إیاها بالذات، فإن أدرکه التوفیق و تلألأ علیه نور من أنوار الهدایه الروحانیه ندم و استغفر فمحى عنه، و عفى له، و إن لم یتدارکه بقی متلجلجا حتى أمدّته النفس بظلمه صفاتها فاستقرّ فی لوح الصدر الذی هو وجه القلب الذی یلی النفس المظلم بظلمه النفس الغالبه علیه فی صدور هذا الفعل منه و کتبته القوه المتخیله التی هی صاحب الشمال إذ هذا الجانب هو الأضعف و هذا هو المراد من قولهم: صاحب الشمال لا یکتب السیئه حتى تمضی ست ساعات فإن استغفر فیها صاحبها لم تکتب، و إن أصرّ کتبته. و یفهم من هذا التقریر إیتاء الکتاب بیمین المسلم و شمال الکافر، و أما صوره الإیتاء و کیفیته فقد تجی‏ء فی موضعها إن شاء اللّه تعالى.

إِنَّما بَغْیُکُمْ عَلى‏ أَنْفُسِکُمْ‏ إلى آخره، البغی ضدّ العدل، فکما أن العدل فضیله شامله لجمیع الفضائل و هیئه وحدانیه لها فائضه من نور الوحده على النفس فالبغی لا یکون إلا عن غایه الانهماک فی الرذائل بحیث یستلزمها جمیعا فصاحبها فی غایه البعد عن الحق و نهایه الظلمه کما قال: «الظلم ظلمات یوم القیامه».

فلهذا قال: عَلى‏ أَنْفُسِکُمْ‏، لا على المظلوم لأن المظلوم سعد به و شقی الظالم غایه الشقاء و هو لیس إلا متاع الحیاه الدنیا إذ جمیع الإفراطات و التفریطات المقابله للعداله تمتعات طبیعیه و لذات حیوانیه تنقضی بانقضاء الحیاه الحسیّه التی مثلها فی سرعه الزوال و قلّه البقاء هذا المثل الذی مثل به من تزین الأرض‏ بزخرفها من ماء المطر ثم فسادها ببعض الآفات سریعا قبل الانتفاع بنباتها ثم تتبعها الشقاوه الأبدیه و العذاب الألیم الدائم.

و فی الحدیث: أسرع الخیر ثوابا صله الرحم، و أعجل الشر عقابا البغی و الیمین الفاجره، لأن صاحبه تتراکم علیه حقوق الناس فلا تحتمل عقوبته المهل الطویل الذی یحتمله حق اللّه تعالى. و قد سمعت بعض المشایخ یقول: قلما یموت الظالم حتف أنفه و قلما یبلغ الفاسق أوان الشیخوخه، و ذلک لمبارزتهما للّه تعالى فی هدم النظام المصروف عنایته تعالى إلى ضبطه و مخالفتهما إیاه فی حکمته و عدله.

 

 

 

[۲۵]

[سوره یونس (۱۰): آیه ۲۵]

وَ اللَّهُ یَدْعُوا إِلى‏ دارِ السَّلامِ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (۲۵)

وَ اللَّهُ یَدْعُوا إِلى‏ دارِ السَّلامِ‏ یدعو الکل إلى دار سلام العالم الروحانی الذی لا آفه فیه و لا نقص و لا فقر و لا فناء بل فیه السلامه عن کل عیب و الأمان من کل خوف‏ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ من جملتهم من أهل الاستعداد إِلى‏ صراط الوحده.

 

 

 

[۲۶- ۲۸]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۲۶ الى ۲۸]

لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى‏ وَ زِیادَهٌ وَ لا یَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّهٌ أُولئِکَ أَصْحابُ الْجَنَّهِ هُمْ فِیها خالِدُونَ (۲۶) وَ الَّذِینَ کَسَبُوا السَّیِّئاتِ جَزاءُ سَیِّئَهٍ بِمِثْلِها وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّهٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ کَأَنَّما أُغْشِیَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّیْلِ مُظْلِماً أُولئِکَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ (۲۷) وَ یَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِیعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِینَ أَشْرَکُوا مَکانَکُمْ أَنْتُمْ وَ شُرَکاؤُکُمْ فَزَیَّلْنا بَیْنَهُمْ وَ قالَ شُرَکاؤُهُمْ ما کُنْتُمْ إِیَّانا تَعْبُدُونَ (۲۸)

لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا أی: جاءوا بما یحسن به حالهم من خیر فعلیّ أو قولیّ أو علمیّ مما هو سبب کمالهم المثوبه الْحُسْنى‏ من الکمال الذی یفیض علیهم بسبب ذلک الخیر وَ زِیادَهٌ مرتبه مما کان قبله بالترقی أو زیاده فی استعداد قبول الخیرات و الکمالات بانضمام هذا الکمال و النور الفائض علیهم إلى استعدادهم الأول على ما ذکر وَ لا یَرْهَقُ‏ وجوه قلوبهم غبار من کدورات صفات النفس و قیام غلباتها وَ لا ذِلَّهٌ من میل قلوبهم إلى الجهه السفلیه.

أُولئِکَ أَصْحابُ الْجَنَّهِ التی یقتضیها حالهم و ارتقاؤهم من الجنان المذکوره هُمْ فِیها خالِدُونَ* وَ الَّذِینَ کَسَبُوا أجناس‏ السَّیِّئاتِ‏ من أعمال و أقوال و عقائد تحجب استعدادهم عن قبول الکمال‏ جَزاءُ سَیِّئَهٍ بِمِثْلِها من الهیئه التی ارتکبت على قلوبهم من سیئاتهم فمنعتها الصفاء و النور وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّهٌ المیل إلى الجهه السفلیه ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ‏ یعصمهم من تلک الذله و الخذلان لوجود الحجاب و عدم قبول هذه العصمه لثبوت الکدوره کَأَنَّما أُغْشِیَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّیْلِ‏ لفرط ارتکاب الهیئه المظلمه من المیول الطبیعیه و الأعمال الردیّه علیها.

أُولئِکَ أَصْحابُ النَّارِ التی یقتضیها حالهم فی التسفل من نیران الآثار و الأفعال‏ وَ یَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِیعاً فی المجمع الأکبر عین جمع الوجود المطلق‏ ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِینَ أَشْرَکُوا منهم أی: المحجوبین الواقفین مع الغیر بالمحبه و الطاعه مَکانَکُمْ‏ أی: الزموا مکانکم‏ أَنْتُمْ وَ شُرَکاؤُکُمْ‏ و معناه: وقفوا مع ما وقفوا معه فی الموقف مع قطع الوصل و الأسباب التی هی سبب محبتهم و عبادتهم و تبرّؤ المعبود من العابد لانقطاع الآلات البدنیه و الأغراض الطبیعیه التی توجب تلک الوصل و هو معنى قوله: فَزَیَّلْنا بَیْنَهُمْ‏ أی: مع کونهم فی الموقف معا فرقنا بینهم فی الوجهه و ذلک عند علوّ رتبه المعبود و دنوّ رتبه العابد و تباین حالیهما إذا کان المعبود شریفا کالملائکه و المسیح و عزیر و أمثالهم ممن له السابقه عند اللّه کما قال تعالى:إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى‏ أُولئِکَ عَنْها مُبْعَدُونَ (۱۰۱)[۷]. وَ قالَ شُرَکاؤُهُمْ ما کُنْتُمْ إِیَّانا تَعْبُدُونَ‏ بل تعبدون الشیطان بطاعتکم إیاه و ما اخترعتموه فی أوهامکم من أباطیل فاسده و أمانی کاذبه.

 

 

 

[۲۹- ۳۶]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۲۹ الى ۳۶]

فَکَفى‏ بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمْ إِنْ کُنَّا عَنْ عِبادَتِکُمْ لَغافِلِینَ (۲۹) هُنالِکَ تَبْلُوا کُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما کانُوا یَفْتَرُونَ (۳۰) قُلْ مَنْ یَرْزُقُکُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أَمَّنْ یَمْلِکُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ مَنْ یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ مَنْ یُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَیَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَ فَلا تَتَّقُونَ (۳۱) فَذلِکُمُ اللَّهُ رَبُّکُمُ الْحَقُّ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (۳۲) کَذلِکَ حَقَّتْ کَلِمَهُ رَبِّکَ عَلَى الَّذِینَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا یُؤْمِنُونَ (۳۳)

قُلْ هَلْ مِنْ شُرَکائِکُمْ مَنْ یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ قُلِ اللَّهُ یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَکُونَ (۳۴) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَکائِکُمْ مَنْ یَهْدِی إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ یَهْدِی لِلْحَقِّ أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلاَّ أَنْ یُهْدى‏ فَما لَکُمْ کَیْفَ تَحْکُمُونَ (۳۵) وَ ما یَتَّبِعُ أَکْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا یُغْنِی مِنَ الْحَقِّ شَیْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ بِما یَفْعَلُونَ (۳۶)

فَکَفى‏ بِاللَّهِ شَهِیداً إلى آخره، أی: اللّه یعلم أنّا ما أمرناکم بذلک و ما أردنا عبادتکم إیانا هُنالِکَ‏ أی: عند ذلک الموقف تختبر و تذوق‏ کُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ‏ فی الدنیا وَ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ‏ فی موقف الجزاء بالانقطاع عن الآلهه و انفرادهم عنها مَوْلاهُمُ الْحَقِ‏ المتولی جزاءهم بالعدل و القسط وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما کانُوا یَفْتَرُونَ‏ من اختراعاتهم و أصول دینهم و مذهبهم و توهماتهم الکاذبه و أمانیهم الباطله.

 

 

 

[۳۷- ۳۸]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۳۷ الى ۳۸]

وَ ما کانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ یُفْتَرى‏ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لکِنْ تَصْدِیقَ الَّذِی بَیْنَ یَدَیْهِ وَ تَفْصِیلَ الْکِتابِ لا رَیْبَ فِیهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِینَ (۳۷) أَمْ یَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَهٍ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ (۳۸)

وَ ما کانَ هذَا الْقُرْآنُ‏ اختلاقا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لکِنْ تَصْدِیقَ الَّذِی بَیْنَ یَدَیْهِ‏ من اللوح المحفوظ وَ تَفْصِیلَ الْکِتابِ‏ الذی هو الأمّ کقوله تعالى: وَ إِنَّهُ فِی أُمِّ الْکِتابِ لَدَیْنا لَعَلِیٌّ حَکِیمٌ (۴)[۸] أی: کیف یکون مختلقا و قد أثبت قبله فی کتابین من علم مفصلا کما هو فی اللوح المحفوظ و مجملا فی أمّ الکتاب الذی هذا تفصیله.

 

 

 

[۳۹- ۴۲]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۳۹ الى ۴۲]

بَلْ کَذَّبُوا بِما لَمْ یُحِیطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ کَذلِکَ کَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ کَیْفَ کانَ عاقِبَهُ الظَّالِمِینَ (۳۹) وَ مِنْهُمْ مَنْ یُؤْمِنُ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ لا یُؤْمِنُ بِهِ وَ رَبُّکَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِینَ (۴۰) وَ إِنْ کَذَّبُوکَ فَقُلْ لِی عَمَلِی وَ لَکُمْ عَمَلُکُمْ أَنْتُمْ بَرِیئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَ أَنَا بَرِی‏ءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (۴۱) وَ مِنْهُمْ مَنْ یَسْتَمِعُونَ إِلَیْکَ أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَ لَوْ کانُوا لا یَعْقِلُونَ (۴۲)

بَلْ کَذَّبُوا بِما لَمْ یُحِیطُوا بِعِلْمِهِ‏ أی: لما جهلوا کیفیه ثبوته فی علم اللّه و نزوله على سیدنا محمد علیه الصلاه و السلام و قصر علمهم عن ذلک کذبوا به‏ وَ لَمَّا یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ‏ أی: ظهور ما أشار إلیه فی مواعیده و أمثاله مما یؤول أمره و علمه إلیه فلا یمکنهم التکذیب لأنه إذا ظهرت حقائقه لا یمکن لأحد تکذیبه، مثل ذلک التکذیب العظیم‏ کَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ کَیْفَ کانَ‏ عاقبتهم لما ظلموا بالتکذیب‏ وَ مِنْهُمْ مَنْ یُؤْمِنُ بِهِ‏ أی: سیؤمن به لرقه حجابه‏ وَ مِنْهُمْ مَنْ لا یُؤْمِنُ بِهِ‏ أبدا لغلظ حجابه‏ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَسْتَمِعُونَ إِلَیْکَ‏ و لکن لا یفهمون إما لعدم الاستعداد فی الأصل و إما لرسوخ الهیئات المظلمه الحاجبه لنور الاستعداد فیهم و إما لاجتماع الأمرین کالأصم الذی لا عقل له فلا یسمع و لا یتفطن للإشاره، فکیف یمکن إفهامه.

 

 

 

[۴۳]

[سوره یونس (۱۰): آیه ۴۳]

وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْظُرُ إِلَیْکَ أَ فَأَنْتَ تَهْدِی الْعُمْیَ وَ لَوْ کانُوا لا یُبْصِرُونَ (۴۳)

وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْظُرُ إِلَیْکَ‏ و لکن لا یبصر الحق و لا حقیقتک لأحد الأمرین المذکورین أو کلیهما کالأعمى الذی انضمّ إلى فقدان بصره فقدان البصیره فلا یبصر و لا یستبصر فکیف تمکن هدایته.

 

 

 

[۴۴]

[سوره یونس (۱۰): آیه ۴۴]

إِنَّ اللَّهَ لا یَظْلِمُ النَّاسَ شَیْئاً وَ لکِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (۴۴)

إِنَّ اللَّهَ لا یَظْلِمُ النَّاسَ شَیْئاً لما ذکر الصمم و العمى اللذین یدلان على عدم استعداد الإدراک أشعر الکلام بوقوع الظلم لوجود الاستعداد لبعض و عدمه لبعض فسلب الظلم عن نفسه لأن عدم الاستعداد فی الأصل لیس ظلما لعدم إمکان ما هو أجود منه بالنسبه إلى‏ خصوصیه ذلک و هویته فکان عینه مقتضیا له فی رتبه من مراتب الإمکان کما لا یمکن للحمار مع حماریته استعداد الإدراک الإنسانی و کان عینه مستدعیا لما هو علیه من الاستعداد الحماری و لا یطلب منه وراء ما فی استعداده فلا ظلم هذا إذا لم یکن فی الأصل و أما إذا بطل برسوخ الهیئات المظلمه فلا کلام فیه و کلاهما ظالم لنفسه.

أما الأول فلقصوره فی درجات الإمکان و نقصانه بالإضافه إلى ما فوقه کقصور الحمار مثلا عن الإنسان و نقصانه بالإضافه إلیه لا فی نفسه فإنه فی حدّ نفسه لیس بقاصر و لا ناقص. و أما الثانی فظاهر و على هذا معنى‏ أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ‏ ینقصون حظها، أو إن اللّه لا یظلم الناس شیئا بأن یطلب منهم ما لیس فی استعدادهم فیعاقبهم على ذلک و لکن الناس أنفسهم یظلمون فیستعملون استعداداتهم فیما لم تخلق لأجله.

 

 

 

[۴۵- ۴۶]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۴۵ الى ۴۶]

وَ یَوْمَ یَحْشُرُهُمْ کَأَنْ لَمْ یَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَهً مِنَ النَّهارِ یَتَعارَفُونَ بَیْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِینَ کَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ وَ ما کانُوا مُهْتَدِینَ (۴۵) وَ إِمَّا نُرِیَنَّکَ بَعْضَ الَّذِی نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّیَنَّکَ فَإِلَیْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِیدٌ عَلى‏ ما یَفْعَلُونَ (۴۶)

وَ یَوْمَ یَحْشُرُهُمْ کَأَنْ لَمْ یَلْبَثُوا إِلَّا ساعَهً مِنَ النَّهارِ لعدم إحساسهم بالحرکه المستلزم لذهولهم عن الزمان إذ الذاهل عن الحرکه ذاهل عن الزمان، فسواء عندهم الساعه الواحده و الدهور المتطاوله یَتَعارَفُونَ بَیْنَهُمْ‏ بحکم سابقه الصحبه و داعیه الهوى اللازمه للجنسیه الأصلیه بدلاله التشاؤم ثم إن بقیت الجنسیه الأصلیه و المناسبه الفطریه لاتحادهم فی الوجهه و اتفاقهم فی المقصد بقی التعارف بینهم، و إن لم یبق بسبب اختلاف الأهواء و تباین الآراء و تفاوت الهیئات المستفاده من لواحق النشأه و عوارض الماده انقلب إلى التناکر قَدْ خَسِرَ الَّذِینَ کَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ‏ لوقوعهم فی وحشه التناکر حینئذ و احتجابهم بحجب عاداتهم الفاسقه و هیئات اعتقاداتهم الفاسده وَ ما کانُوا مُهْتَدِینَ‏ و بطل نور استعدادهم فلا یهتدون إلى اللّه و لا إلى التعارف فخسئوا مبغوضین مطرودین لا یألفون أنیسا و لا یؤوون ألیفا.

 

 

 

[۴۷]

[سوره یونس (۱۰): آیه ۴۷]

وَ لِکُلِّ أُمَّهٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (۴۷)

وَ لِکُلِّ أُمَّهٍ رَسُولٌ‏ یجانسهم فی الأحوال النفسانیه لیمکن بینهم الألفه الموجبه للاستفاده منه و یمکنه النزول إلى مبالغ عقولهم و مراتب فهومهم فیزکیهم بما یصلح أحوالهم و یکشف حجبهم و یعلمهم بما یوجب ترقیهم عن مقاماتهم و یهدیهم إلى اللّه، فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِیَ بَیْنَهُمْ‏ بهدایه من اهتدى منهم و ضلاله من ضلّ و سعاده من سعد و شقاوه من شقی لظهور ذلک بوجوده و طاعه بعضهم إیاه لقربه منه و إنکار بعضهم له لبعده عنه‏ بِالْقِسْطِ أی: بالعدل الذی هو الغالب على حال النبی لکونه ظاهر توحیده و سیرته و طریقته‏ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ‏ بنسبه خلاف ما هو حالهم إلیهم و مجازاتهم به أو قضى بینهم بإنجاء من اهتدى به و إثابته و إهلاک من ضلّ و تعذیبه لظهور أسباب ذلک بوجوده.

 

 

 

[۴۸]

[سوره یونس (۱۰): آیه ۴۸]

وَ یَقُولُونَ مَتى‏ هذَا الْوَعْدُ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ (۴۸)

وَ یَقُولُونَ مَتى‏ هذَا الْوَعْدُ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ‏ إنکار لاحتجابهم عن القیامه و عدم وقوفهم على معناها إذ لو علموا کیفیته بارتفاع حجبهم بالتجرد عن ملابس النفس صدّقوهم فی ذلک و ما أنکروا.

 

 

 

[۴۹- ۵۶]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۴۹ الى ۵۶]

قُلْ لا أَمْلِکُ لِنَفْسِی ضَرًّا وَ لا نَفْعاً إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ لِکُلِّ أُمَّهٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا یَسْتَأْخِرُونَ ساعَهً وَ لا یَسْتَقْدِمُونَ (۴۹) قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَتاکُمْ عَذابُهُ بَیاتاً أَوْ نَهاراً ما ذا یَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (۵۰) أَ ثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَ قَدْ کُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (۵۱) ثُمَّ قِیلَ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِما کُنْتُمْ تَکْسِبُونَ (۵۲) وَ یَسْتَنْبِئُونَکَ أَ حَقٌّ هُوَ قُلْ إِی وَ رَبِّی إِنَّهُ لَحَقٌّ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ (۵۳)

وَ لَوْ أَنَّ لِکُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِی الْأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَ أَسَرُّوا النَّدامَهَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (۵۴) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ (۵۵) هُوَ یُحیِی وَ یُمِیتُ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ (۵۶)

قُلْ لا أَمْلِکُ لِنَفْسِی‏ إلى آخره، درّجهم إلى شهود الأفعال بسلب الملک و التأثیر عن نفسه و وجوب وقوع ذلک عنه بمشیئه اللّه لیعرفوا آثار القیامه، ثم لوّح إلى أن القیامه الصغرى هی بانقضاء آجالهم المقدّره عند اللّه بقوله: لِکُلِّ أُمَّهٍ أَجَلٌ‏ إلى آخره.

 

 

 

[۵۷]

[سوره یونس (۱۰): آیه ۵۷]

یا أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْکُمْ مَوْعِظَهٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَ شِفاءٌ لِما فِی الصُّدُورِ وَ هُدىً وَ رَحْمَهٌ لِلْمُؤْمِنِینَ (۵۷)

یا أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْکُمْ مَوْعِظَهٌ أی: تزکیه لنفوسکم بالوعد و الوعید و الإنذار و البشاره و الزجر عن الذنوب المورطه فی العقاب و التحریض على الأعمال الموجبه للثواب لتعملوا على الخوف و الرجاء وَ شِفاءٌ لِما فِی الصُّدُورِ أی: القلوب من أمراضها کالشک و النفاق و الغلّ و الغش و أمثال ذلک بتعلیم الحقائق و الحکم الموجبه للیقین و تصفیتها لقبول المعارف و التنوّر بنور التوحید، و التهیؤ لتجلیات الصفات‏ وَ هُدىً‏ لأرواحکم إلى الشهود الذاتی‏ وَ رَحْمَهٌ بإفاضه الکمالات اللائقه بکل مقام من المقامات الثلاث بعد حصول الاستعداد فی مقام النفس بالموعظه و مقام القلب بالتصفیه و مقام الروح بالهدایه لِلْمُؤْمِنِینَ‏ بالتصدیق أولا ثم بالیقین ثانیا ثم بالعیان ثالثا.

 

 

 

[۵۸]

[سوره یونس (۱۰): آیه ۵۸]

قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِکَ فَلْیَفْرَحُوا هُوَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ (۵۸)

قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ‏ أی: بتوفیقه للقبول فی المقامات الثلاثه وَ بِرَحْمَتِهِ‏ بالمواهب الخلقیه و العلمیه و الکشفیه فی المراتب الثلاث فلیعتنوا و إن کانوا یفرحون‏ فَبِذلِکَ فَلْیَفْرَحُوا لا بالأمور الفانیه القلیله المقدار، الدنیئه القدر و الوقع‏ هُوَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ‏ من الخسائس الفاسده و المحقرات الزائله من جمله الحطام إن کانوا أصحاب درایه و فطنه و أرباب قدر و همه.

 

 

 

[۵۹- ۶۱]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۵۹ الى ۶۱]

قُلْ أَ رَأَیْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ لَکُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَ حَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَکُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (۵۹) وَ ما ظَنُّ الَّذِینَ یَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْکَذِبَ یَوْمَ الْقِیامَهِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَشْکُرُونَ (۶۰) وَ ما تَکُونُ فِی شَأْنٍ وَ ما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَ لا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ کُنَّا عَلَیْکُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِیضُونَ فِیهِ وَ ما یَعْزُبُ عَنْ رَبِّکَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّهٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِکَ وَ لا أَکْبَرَ إِلاَّ فِی کِتابٍ مُبِینٍ (۶۱)

قُلْ أَ رَأَیْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ‏ إلى آخره، أی: أخبرونی ما أنزل اللّه من رزق معنوی کالحقائق و المعارف و الأحوال و المواهب و کالآداب و الشرائع و المواعظ و النصائح‏ فَجَعَلْتُمْ‏ بعضه‏ حَراماً کالقسم الأول‏ وَ بعضه‏ حَلالًا کالقسم الثانی‏ قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَکُمْ‏ فی الحکم بالتحریم و التحلیل‏ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ‏وَ ما ظَنُّ الَّذِینَ یَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْکَذِبَ یَوْمَ الْقِیامَهِ الوسطى بتجرّد القلب عن ملابس النفس و حصول الیقین أو یوم القیامه الکبرى بالتوحید الذاتی و ظهور العیان، أی: لا یبقى ظنهم و لیس شیئا حینئذ أو یوم القیامه الصغرى بالموت و حصول الحرمان أی: یکون ظنهم وبالا و عذابا حینئذ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ‏ بصنفی العلمین و إفاضتهما و توفیق القبول لهما و تهیئه الاستعداد لقبولهما وَ لکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَشْکُرُونَ‏ نعمته فیستعملون ما وهب لهم من الاستعداد و العلوم فی تحصیل المنافع الجزئیه و المطالب الحسیه و یکفرون نعمته فیمنعون عن الزیاده.

 

 

 

[۶۲]

[سوره یونس (۱۰): آیه ۶۲]

أَلا إِنَّ أَوْلِیاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (۶۲)

أَلا إِنَّ أَوْلِیاءَ اللَّهِ‏ المستغرقین فی عین الهویه الأحدیه بفناء الإنیه لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ‏ إذ لم یبق منهم بقیه خافوا بسببها من حرمان و لا غایه وراء ما بلغوا فیخافوا من حجبه‏ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ‏ لامتناع فوات شی‏ء من الکمالات و اللذات منهم، فیحزنوا علیه. و عن سعید بن جبیر: إن رسول اللّه صلى اللّه علیه و سلم سئل من هم؟ فقال: «هم الذین یذکر اللّه برؤیتهم». و هذا رمز لطیف منه علیه السلام.

وعن عمر رضی اللّه عنه: سمعت رسول اللّه صلى اللّه علیه و سلم یقول: «إن من عباد اللّه عبادا ما هم بأنبیاء و لا شهداء یغبطهم الأنبیاء و الشهداء یوم القیامه لمکانهم من اللّه»، قالوا: یا رسول اللّه، خبرنا من هم و ما أعمالهم؟ فلعلنا نحبهم. قال: «هم قوم تحابّوا فی اللّه على غیر أرحام بینهم و لا أموال یتعاطونها، فو اللّه إن وجوههم لنور و إنهم لعلى منابر من نور، لا یخافون إذا خاف الناس و لا یحزنون إذا حزن الناس» ثم قرأ الآیه. قوله: و إنهم لعلى منابر من نور، یرید به اتصالهم بالمبادئ العالیه الروحانیه کالعقل الأول و ما یلیه.

 

 

 

[۶۳]

[سوره یونس (۱۰): آیه ۶۳]

الَّذِینَ آمَنُوا وَ کانُوا یَتَّقُونَ (۶۳)

الَّذِینَ آمَنُوا وَ کانُوا یَتَّقُونَ‏ أن جعل صفه لأولیاء اللّه فمعناه الذین آمنوا بالإیمان الحقیّ و کانوا یتقون بقایاهم و ظهور تلویناتهم.

 

 

 

[۶۴]

[سوره یونس (۱۰): آیه ۶۴]

لَهُمُ الْبُشْرى‏ فِی الْحَیاهِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَهِ لا تَبْدِیلَ لِکَلِماتِ اللَّهِ ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ (۶۴)

لَهُمُ الْبُشْرى‏ فِی الْحَیاهِ الدُّنْیا بوجود الاستقامه فی الأعمال و الأخلاق المبشره بجنه النفوس‏ وَ فِی الْآخِرَهِ بظهور أنوار الصفات و الحقائق الروحانیه و المعارف الحقّانیه علیهم المبشره بجنه القلوب و حصول الذوق بهما و اللذه لا تَبْدِیلَ لِکَلِماتِ اللَّهِ‏ لحقائقه الوارده علیهم و أسمائه المنکشفه لهم و أحکام تجلیاته النازله بهم، و إن جعل کلاما برأسه مبتدأ فمعناه الذین آمنوا الإیمان الیقینی و کانوا یتقون حجب صفات النفس و موانع الکشف من التشکیکات الوهمیه و الوساوس الشیطانیه لهم البشرى فی الحیاه الدنیا بوجدان لذه برد الیقین فی النفس و اطمئنانها بنزول السکینه و فی الآخره بوجدان ذوق تجلیات الصفات و أثر أنوار المکاشفات لا تبدیل لکلمات اللّه من علومهم اللدنیه و حکمهم الیقینیه أو فطرتهم التی فطرهم اللّه علیها فإن کل نفس کلمه.

 

 

 

[۶۵- ۶۶]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۶۵ الى ۶۶]

وَ لا یَحْزُنْکَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّهَ لِلَّهِ جَمِیعاً هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (۶۵) أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ وَ ما یَتَّبِعُ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَکاءَ إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَ إِنْ هُمْ إِلاَّ یَخْرُصُونَ (۶۶)

وَ لا یَحْزُنْکَ قَوْلُهُمْ‏ أی: لا تتأثر به فإنه مراء و شاهد عزه اللّه و قهره لتنظر إلیهم بنظر الفناء و ترى أعمالهم و أقوالهم و ما یهددونک به کالهباء فمن شاهد قوه اللّه و عزته یرى کل القوه و العزه لا قوه لأحد و لا حول. هُوَ السَّمِیعُ‏ لأقوالهم فیک فیجازیهم‏ الْعَلِیمُ‏ لما ینبغی أن یفعل بهم ثم بین ضعفهم و عجزهم و امتناع غلبتهم علیه بقوله: أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ‏ کلهم تحت ملکته و تصرّفه و قهره لا یقدرون على شی‏ء بغیر إذنه و مشیئته و إقداره إیاهم‏ وَ ما یَتَّبِعُ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَکاءَ و أی شی‏ء یتبع الذین یدعون من دون اللّه شرکاء، أی: إذا کان الکل تحت قهره و ملکته فما یتبعون من دون اللّه لیس بشی‏ء و لا تأثیر له و لا قوه إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلَّا ما یتوهمونه فی ظنهم و یتخیلونه فی خیالهم و ما هم إلّا یقدّرون وجود شی‏ء لا وجود له فی الحقیقه.

 

 

 

[۶۷]

[سوره یونس (۱۰): آیه ۶۷]

هُوَ الَّذِی جَعَلَ لَکُمُ اللَّیْلَ لِتَسْکُنُوا فِیهِ وَ النَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَسْمَعُونَ (۶۷)

هُوَ الَّذِی جَعَلَ لَکُمُ‏ لیل الجسم‏ لِتَسْکُنُوا فِیهِ‏ و نهار الروح لتبصروا به حقائق الأشیاء و ما تهتدون به إلیه‏ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَسْمَعُونَ‏ کلام اللّه به، فیفهمون بواطنه و حدوده و یطلعون به على صفاته و أسمائه فیشاهدونه موصوفا و متسما بها.

 

 

 

[۶۸- ۷۰]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۶۸ الى ۷۰]

قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِیُّ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَکُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (۶۸) قُلْ إِنَّ الَّذِینَ یَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْکَذِبَ لا یُفْلِحُونَ (۶۹) مَتاعٌ فِی الدُّنْیا ثُمَّ إِلَیْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِیقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِیدَ بِما کانُوا یَکْفُرُونَ (۷۰)

قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً أی: معلولا یجانسه‏ سُبْحانَهُ‏ أنزهه عن مجانسه شی‏ء هُوَ الْغَنِیُ‏ الذی وجوده بذاته و به وجود کل شی‏ء، فکیف یماثله شی‏ء، و من له الوجود کله فکیف یجانسه شی‏ء.

 

 

 

[۷۱- ۸۳]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۷۱ الى ۸۳]

وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ یا قَوْمِ إِنْ کانَ کَبُرَ عَلَیْکُمْ مَقامِی وَ تَذْکِیرِی بِآیاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَکَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَکُمْ وَ شُرَکاءَکُمْ ثُمَّ لا یَکُنْ أَمْرُکُمْ عَلَیْکُمْ غُمَّهً ثُمَّ اقْضُوا إِلَیَّ وَ لا تُنْظِرُونِ (۷۱) فَإِنْ تَوَلَّیْتُمْ فَما سَأَلْتُکُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِیَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَ أُمِرْتُ أَنْ أَکُونَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ (۷۲) فَکَذَّبُوهُ فَنَجَّیْناهُ وَ مَنْ مَعَهُ فِی الْفُلْکِ وَ جَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَ أَغْرَقْنَا الَّذِینَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا فَانْظُرْ کَیْفَ کانَ عاقِبَهُ الْمُنْذَرِینَ (۷۳) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى‏ قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَیِّناتِ فَما کانُوا لِیُؤْمِنُوا بِما کَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ کَذلِکَ نَطْبَعُ عَلى‏ قُلُوبِ الْمُعْتَدِینَ (۷۴) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى‏ وَ هارُونَ إِلى‏ فِرْعَوْنَ وَ مَلائِهِ بِآیاتِنا فَاسْتَکْبَرُوا وَ کانُوا قَوْماً مُجْرِمِینَ (۷۵)

فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِینٌ (۷۶) قالَ مُوسى‏ أَ تَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَکُمْ أَ سِحْرٌ هذا وَ لا یُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (۷۷) قالُوا أَ جِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَیْهِ آباءَنا وَ تَکُونَ لَکُمَا الْکِبْرِیاءُ فِی الْأَرْضِ وَ ما نَحْنُ لَکُما بِمُؤْمِنِینَ (۷۸) وَ قالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِی بِکُلِّ ساحِرٍ عَلِیمٍ (۷۹) فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَهُ قالَ لَهُمْ مُوسى‏ أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ (۸۰)

فَلَمَّا أَلْقَوْا قالَ مُوسى‏ ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَیُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا یُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِینَ (۸۱) وَ یُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِکَلِماتِهِ وَ لَوْ کَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (۸۲) فَما آمَنَ لِمُوسى‏ إِلاَّ ذُرِّیَّهٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى‏ خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَ مَلائِهِمْ أَنْ یَفْتِنَهُمْ وَ إِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِی الْأَرْضِ وَ إِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِینَ (۸۳)

وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ‏ فی صحه توکله على اللّه و نظره إلى قومه و إلى شرکائهم بعین الفناء و عدم مبالاته بهم و بمکایدهم لیعتبروا به حالک، فإن الأنبیاء کلهم فی مله التوحید و القیام باللّه و عدم الالتفات إلى الخلق سواء.

 

 

 

[۸۴- ۱۰۹]

[سوره یونس (۱۰): الآیات ۸۴ الى ۱۰۹]

وَ قالَ مُوسى‏ یا قَوْمِ إِنْ کُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَیْهِ تَوَکَّلُوا إِنْ کُنْتُمْ مُسْلِمِینَ (۸۴) فَقالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَکَّلْنا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَهً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (۸۵) وَ نَجِّنا بِرَحْمَتِکَ مِنَ الْقَوْمِ الْکافِرِینَ (۸۶) وَ أَوْحَیْنا إِلى‏ مُوسى‏ وَ أَخِیهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِکُما بِمِصْرَ بُیُوتاً وَ اجْعَلُوا بُیُوتَکُمْ قِبْلَهً وَ أَقِیمُوا الصَّلاهَ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ (۸۷) وَ قالَ مُوسى‏ رَبَّنا إِنَّکَ آتَیْتَ فِرْعَوْنَ وَ مَلَأَهُ زِینَهً وَ أَمْوالاً فِی الْحَیاهِ الدُّنْیا رَبَّنا لِیُضِلُّوا عَنْ سَبِیلِکَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى‏ أَمْوالِهِمْ وَ اشْدُدْ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ فَلا یُؤْمِنُوا حَتَّى یَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِیمَ (۸۸)

قالَ قَدْ أُجِیبَتْ دَعْوَتُکُما فَاسْتَقِیما وَ لا تَتَّبِعانِّ سَبِیلَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ (۸۹) وَ جاوَزْنا بِبَنِی إِسْرائِیلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَ جُنُودُهُ بَغْیاً وَ عَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَکَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِی آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِیلَ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ (۹۰) آلْآنَ وَ قَدْ عَصَیْتَ قَبْلُ وَ کُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِینَ (۹۱) فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَهً وَ إِنَّ کَثِیراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آیاتِنا لَغافِلُونَ (۹۲) وَ لَقَدْ بَوَّأْنا بَنِی إِسْرائِیلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّیِّباتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّکَ یَقْضِی بَیْنَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَهِ فِیما کانُوا فِیهِ یَخْتَلِفُونَ (۹۳)

فَإِنْ کُنْتَ فِی شَکٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَیْکَ فَسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَؤُنَ الْکِتابَ مِنْ قَبْلِکَ لَقَدْ جاءَکَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّکَ فَلا تَکُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِینَ (۹۴) وَ لا تَکُونَنَّ مِنَ الَّذِینَ کَذَّبُوا بِآیاتِ اللَّهِ فَتَکُونَ مِنَ الْخاسِرِینَ (۹۵) إِنَّ الَّذِینَ حَقَّتْ عَلَیْهِمْ کَلِمَتُ رَبِّکَ لا یُؤْمِنُونَ (۹۶) وَ لَوْ جاءَتْهُمْ کُلُّ آیَهٍ حَتَّى یَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِیمَ (۹۷) فَلَوْ لا کانَتْ قَرْیَهٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِیمانُها إِلاَّ قَوْمَ یُونُسَ لَمَّا آمَنُوا کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاهِ الدُّنْیا وَ مَتَّعْناهُمْ إِلى‏ حِینٍ (۹۸)

وَ لَوْ شاءَ رَبُّکَ لَآمَنَ مَنْ فِی الْأَرْضِ کُلُّهُمْ جَمِیعاً أَ فَأَنْتَ تُکْرِهُ النَّاسَ حَتَّى یَکُونُوا مُؤْمِنِینَ (۹۹) وَ ما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ یَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِینَ لا یَعْقِلُونَ (۱۰۰) قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما تُغْنِی الْآیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ (۱۰۱) فَهَلْ یَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَیَّامِ الَّذِینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّی مَعَکُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِینَ (۱۰۲) ثُمَّ نُنَجِّی رُسُلَنا وَ الَّذِینَ آمَنُوا کَذلِکَ حَقًّا عَلَیْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِینَ (۱۰۳)

قُلْ یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنْ کُنْتُمْ فِی شَکٍّ مِنْ دِینِی فَلا أَعْبُدُ الَّذِینَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لکِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِی یَتَوَفَّاکُمْ وَ أُمِرْتُ أَنْ أَکُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ (۱۰۴) وَ أَنْ أَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنِیفاً وَ لا تَکُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِکِینَ (۱۰۵) وَ لا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا یَنْفَعُکَ وَ لا یَضُرُّکَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّکَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِینَ (۱۰۶) وَ إِنْ یَمْسَسْکَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا کاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَ إِنْ یُرِدْکَ بِخَیْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ یُصِیبُ بِهِ مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (۱۰۷) قُلْ یا أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَکُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّکُمْ فَمَنِ اهْتَدى‏ فَإِنَّما یَهْتَدِی لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما یَضِلُّ عَلَیْها وَ ما أَنَا عَلَیْکُمْ بِوَکِیلٍ (۱۰۸)وَ اتَّبِعْ ما یُوحى‏ إِلَیْکَ وَ اصْبِرْ حَتَّى یَحْکُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْحاکِمِینَ (۱۰۹)

وَ قالَ مُوسى‏ یا قَوْمِ إِنْ کُنْتُمْ آمَنْتُمْ‏ أی: إیمانا یقینیا فَعَلَیْهِ تَوَکَّلُوا جعل التوکل من لوازم الإسلام و هو إسلام الوجه للّه تعالى، و لم یجعل الإسلام من لوازم الإیمان أی: إن کمل إیمانکم و یقینکم بحیث أثّر فی نفوسکم و جعلها خالصه للّه فانیه فیه لزم التوکل علیه فإن أول مرتبه الفناء هو فناء الأفعال ثم الصفات ثم الوجود فإن تمّ الفناء لزم التوکل الذی هو فناء الأفعال و إن أرید الإسلام بمعنى الانقیاد کان شرطا فی التوکل لا ملزوما له و حینئذ یکون معناه: إن صح إیمانکم یقینا فعلیه توکلوا بشرط أن لا یکون لکم فعل و لا تروا لأنفسکم و لا لغیرکم قوه و تأثیرا بل تکونوا منقادین کالمیت فإن شرط صحه التوکل فناء بقایا الأفعال و القوى کما تقول: إن کرهت هذا الشجر فاقلعه إن قدرت، و الباقی إلى آخر السوره بعضه لا یقبل التأویل و بعضه معلوم مما مرّ.


[۱] ( ۱) سوره الأنبیاء، الآیه: ۱۰۷.

[۲] ( ۱) سوره إبراهیم، الآیه: ۳۴.

[۳] ( ۱) سوره القصص، الآیه: ۸۴.

[۴] ( ۲) سوره الأنعام، الآیه: ۱۶۰.

[۵] ( ۳) سوره الشعراء، الآیات: ۲۲۱- ۲۲۲.

[۶] ( ۱) سوره ق، الآیه: ۱۷.

[۷] ( ۱) سوره الأنبیاء، الآیه: ۱۰۱.

[۸] ( ۱) سوره الزخرف، الآیه: ۴.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

دکمه بازگشت به بالا
-+=